فلسطينيو 48 «عازفون عن الانتخابات».. وأحزاب عربية تجتذب أصوات اليهود

كتب: أحمد بلال الخميس 17-01-2013 16:39

يتوجه الناخبون الإسرائيليون، الثلاثاء المقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المبكرة، التي دعا إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصادق الكنيست عليها، في أكتوبر الماضي.

ويشارك في الانتخابات ثلاث قوائم عربية، تمثل أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية الموحدة، التي تضم الحزب الديمقراطي العربي، والحركة الإسلامية في إسرائيل.

ويعيش في إسرائيل 1.3 مليون مواطن عربي فلسطيني، يشكلون حوالي 20% من السكان، وهم ينحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أرضهم بعد إعلان قيام إسرائيل على أرض فلسطين، عام 1948. ورغم حملهم الجنسية الإسرائيلية بموجب القانون الإسرائيلي، إلا إنهم يعانون من تمييز واضح، لكونهم فلسطينيين، وخاصة في فرص العمل والسكن.

وتجري الانتخابات المقبلة، وسط عزوف متزايد من قبل فلسطينيي 48 عن الإدلاء بأصواتهم، ويشير استطلاع للرأي أجرته جامعة حيفا، الشهر الماضي أن نصف فلسطينيي 48 سيصوتون في الانتخابات المقبلة، فيما شارك صوت في انتخابات الكنيست في 2009 نسبة 54% من فلسطينيي 48، وفي انتخابات 1999 حوالي 75%.

وقالت النائبة العربية في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي، في تصريح سابق لـ«المصري اليوم»، عبر الهاتف من الناصرة، إن «الفلسطينيين في إسرائيل باتوا لا يثقون في الأدوات الديمقراطية المتاحة لهم لتحسين أوضاعهم، خاصة مع حملات الملاحقة التي تتعرض لها شخصيات وأحزاب عربية».

ويعيش أكثر من نصف فلسطينيي 48، تحت خط الفقر بينما تبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في إسرائيل بوجه عام 20% وفقًا للأرقام الرسمية. فيما تصل نسبة البطالة بينهم حوالي 30%. وتعاني السلطات المحلية العربية في إسرائيل من فقر شديد يؤثر على الخدمات التي تقدمها مثل الصحة والإسكان، الذي تفرض عليه إسرائيل قيودًا إذا ما كان يتعلق بفلسطينيي 48.

وفي سابقة هي الأولى منذ إصدارها في فلسطين عام 1918، كتبت صحيفة «هاآرتس» افتتاحيتها، الثلاثاء، باللغة العربية، موجهة إياها لفلسطينيي 48، بعنوان: «الجماهير العربية.. أخرجوا وصوتوا»، لمطالبتهم بعدم مقاطعة انتخابات الكنيست المقبلة.

وحذرت الافتتاحية من دعوات المقاطعة في الوسط العربي: «الانخفاض في مشاركة العرب في التصويت، والدعوات الداعية لمقاطعة الانتخابات بين الجمهور العربي، هي مظاهر مقلقة». وأرجعت الصحيفة إلى هذه الدعوات إلى شعور العديد من فلسطينيي 48 بأن العمل البرلماني لم يُسهم في تحسين معيشتهم، إلا أنها أكدت أن «النضال الشعبي والقانوني والبرلماني والمدني» لفلسطيينيي 48 قد حقق لهم إنجازات هامة.

وأنهت «هاآرتس» افتتاحيتها قائلة: «إن المشاركة الواسعة للجماهير العربية في الانتخابات هي لصالح جميع الديمقراطيين، العرب واليهود. لذلك فالمواطنون العرب مدعوّون للخروج للتصويت من أجل السلام والمساواة والديمقراطية».

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، برهوم جرايسي، لـ«المصري اليوم» في اتصال هاتفي من الناصرة، إن «الرسالة من المقال واضحة جدًا، وخاصة في خاتمته التي تدعو للتصويت من أجل السلام والمساواة والديمقراطية، وهي دعوة واضحة ضد اليمين الإسرائيلي، واستنجاد بالمواطنين العرب من أجل قلب موازين القوى في الساحة الإسرائيلية»، والتي تشير إلى تقدم معسكر اليمين، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية المستقيل، أفيجدور ليبرمان، بالإضافة إلى الأحزاب الدينية.

وفيما تقاطع نسبة كبيرة من فلسطينيو 48 انتخابات الكنيست، تلجأ أحزاب عربية إلى اجتذاب أصوات يهودية ديمقراطية إلى جانب أصوات العرب، مثل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، ذو الاتجاه القومي العربي، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن رئيس كتلة التجمع بالكنيست، جمال زحالقة، قوله: «نحاول الحصول على أصوات من لديهم توجهات ديمقراطية من الشارع الإسرائيلي وليس من الشارع العربي فقط».

وعقد «زحالقة» مؤخرًا لقاءًا في نادٍ شارع النبي، أحد أكبر شوارع تل أبيب، تحدث فيه أمام عشرات الشباب الإسرائيلي اليهودي، ودعاهم للتصويت للتجمع.

وقتلت إسرائيل 13 مواطنًا من مواطنيها من فلسطينيي 48، عام 2000، أثناء تضامنهم مع الانتفاضة الفلسطينية، في ما عرف بـ«هبة أكتوبر»، ولم توجه الاتهام لأي من ضباطها في هذا الحادث.