هناك نوع جيّد وحيد من الادعاء، ذَلك الذي يَحْمِل على الناسِ أن يكونوا أشخاصًا أفضل.
مثلاً، لم يكن الميدان بحاجة لكل تلك الأيادي كي تَلم المُخَلَّفات، بعض اللوحات أو الأفكار كانت استعراضية، الرَّقص والغناء يتجاوز الحاجز إلى الافتعالِ أحيانًا، كل هذا حقيقي.. ولكن من أصلاً يَهْتَم؟!
الميدان في الثمانية عشر يومًا كان مدينة فاضِلة فعلاً، ولشدّة حِرصنا على تلك الفكرة كنا نُبالِغ في إظهارها، نَحمل على أنفسنا أن نكون أفضل، أن يَصل الحُسْن والتَّراحم إلى أعلى نُقطة مُحتملة، لنخلق «يوتوبيا» الخاصة بنا، ونُحِبّ كل «كليشيه» نفعله بداخلها.
يوم «7 فبراير» كان نموذجًا مثاليًا لتلك الحالة وتلك المدينة.
وفي نهايته، كان الظهور الأول لـ«وائل غُنيم» بعد اعتقاله لمدة 12 يومًا منذ بداية الثورة، الظهور الذي سيكون نقطة فاصلة في وتيرة كل شيء سيحدث بعد ذلك: