صحف أجنبية: الحرب البرية الغربية ضد ميليشيات مالي تمتد إلى الجزائر

كتب: ملكة بدر الخميس 17-01-2013 11:02

اهتمت الصحف الأجنبية بالصراع الدائر في مالي والذي انتقل إلى الجزائر على يد الإسلاميين، على حد قول صحيفة «إندبندنت» البريطانية، مشيرة إلى أن اختطاف 41 مهندسا غربيا من موقع شركة «بريتيش بتروليم» في الجزائر يعمق من مخاوف أن يؤدي الصراع في مالي إلى اندلاع حرب ضد الغرب بطول صحراء شمال أفريقيا بالكامل.

وأوضح الكاتب الصحفي والمحلل روبرت فيسك في «إندبندنت» أيضا أن ما يحدث «إعادة للحرب الأهلية الجزائرية» في التسعينيات، ووصفها بأنها حرب «لم تنته فعلًا»، نافيًا أن تكون نهاية ما يحدث الآن «سعيدة».

وأوضحت وسائل الإعلام أن جميع العاملين الأجانب في الشركة الموجودة بالجزائر تم اختطافهم مقيدين ومنعوا من الكلام أو الحركة، وأشارت تقارير إلى أن مجموعة الإسلاميين المسلحين التي اختطفت الرهائن قالت إنها مستعدة للإفراج عنهم في مقابل أن تقوم الجزائر بإطلاق سراح 100 من الإسلاميين في سجونها وأن توصلهم إلى الحدود مع مالي، أما وزير الداخلية الجزائري فقال إن السلطات الجزائرية «لن تستجيب لمطالب الإرهابيين ولن تتفاوض».

وقال مسؤولون جزائريون إن المقتحمين هددوا بتفجير الموقع بالكامل وبداخله الرهائن إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم، والمجموعة المكونة من 41 أسيرًا تتضمن 13 نرويجيًا، 7 أمريكيين، وعدد من اليابانيين والبريطانيين، وألقي القبض على 300 جزائري، لكن تم إطلاق سراحهم سالمين فيما بعد.

وأشارت «إندبندنت» إلى أن التقارير تقول إن المسلحين يتحدثون العربية «بلكنات ليبية قوية»، فيما أعلنت مجموعة تطلق على نفسها «كتيبة الملثمين» للراديو الموريتاني أن الهجوم «عقاب للجزائر على قرارها بالسماح للطائرات الحربية الفرنسية باستخدام مجالها الجوي لمهاجمة ثوار مالي».

ولفت روبرت فيسك إلى أن الحرب الأهلية الجزائرية في التسعينيات تضمنت أيضا قتل عدد كبير من الغربيين خاصة الفرنسيين، وكانت بين الإسلاميين والقاعدة على الأخص، من جهة والسلطات من جهة أخرى، لكنها كانت تجرى في المدن الساحلية ونادرًا ما كانت تشهدها صحراء الجزائر.

وأضاف أن المتمردين في مالي هددوا أكثر من مرة الأجانب الموجودين في الجزائر لكن أحدًا لم يأخذهم على محمل الجدية، رغم تمركز قوات أمريكية في صحراء جنوب الجزائر «لمكافحة الإرهاب»، على حد قولهم، موضحًا أن القوات الفرنسية ومن قبلها الأمريكية والبريطانية، لم تعرف من أين تبدأ هجومها على الميليشيات المحاربة في مالي الأسبوع الماضي.

وأوضح أن الدول العربية أصلًا لم تربح بعد معركتها «الإسلامية» الداخلية وبالتالي لن تستطيع تقديم الكثير من المساعدة لحلفائها الغربيين، وكل ما لدى دولة كفرنسا أن تفعله أن تزيد من حماية وتأمين مطاراتها الرئيسية.

من جانبه، تساءل والتر بينكس، المختص بشؤون المخابرات والدفاع والسياسة الخارجية بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن جدوى 10 سنوات من عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في مالي، مشيرًا إلى أن القوات الفرنسية تتحرك جنوبًا من شمال مالي باتجاه الجزائر، ويجب على الكونجرس أو البيت الأبيض التحقيق في فشل البرنامج الأمريكي في استهداف تلك الجماعات.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الحملة التي بدأت بهجمات جوية لرد الاعتداءات من ميليشيات مالي اتسعت الآن لتصبح حربًا برية، تثير التساؤلات بشأن قدرة فرنسا العسكرية والسياسية على هزيمة الإسلاميين، وهم خليط من ميليشيات القاعدة والمتطرفين الدينيين والمجرمين الذين احتلوا منطقة بحجم ولاية تكساس في شمال مالي منذ مارس الماضي.