«محيى الدين»: الانفجار المقبل سيسير على نهج الثورة

كتب: محمد الصيفي الأربعاء 16-01-2013 22:37

أكد الدكتور محمد محيى الدين، أستاذ علم الاجتماع، مستشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالقاهرة، صاحب الدراسة الشهيرة «مصر العشوائيات ومصر الكومبوندات»، أن الثورة المصرية لم تكتمل، ولاتزال فى مراحل صنعها، فى ظل وجود نظام استبدادى جاء عقب الثوره التى أسقطت نظاماً استبدادياً سابقاً، على حد قوله.

 مشيراً إلى أن الثورة المقبلة سيشارك فيها جميع شرائح الشعب. وأضاف «محيى الدين» لـ«المصرى اليوم» أن الظرف التاريخى الحالى يختلف عن ثورة الجياع التى حدثت خلال 1977، حيث إن الفتره الحالية تشهد استمرار نظام استبدادى عقب ثورة مجيدة قام بها الشباب تحت شعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، كما أن حجم المقاومة، الوعى لدى الجماهير حالياً أكبر من الفترة المذكورة.

واستبعد نزول جميع المواطنين خلال ذكرى ثورة يناير، لأن المواطن «مجهد» من استمرار الاعتصامات والإضرابات الحالية التى خيمت على الحالة الاقتصادية ووصلت إلى تسريح عماله أو تخفيض رواتب أو غيرها، لكنه أكد أن 25 يناير المقبل سيكون مؤشراً تاريخياً على مدى قوة الدفع لاستكمال الثورة.وتابع: «من الممكن أن يلحق بالمظاهرات فعل سياسى منظم، شرط استمرار حشد المواطنين وكل المضارين من سياسات الاستبداد والقمع والظلم الاجتماعى خلال الفترة اللاحقة» وقال إن النظام الحالى لا يتعامل بشفافية مع المواطنين، وهو كمثل النظام البائد، حيث يعلن تقارير وبيانات رسمية تخالف الأرقام الفعلية، وتبدو كبيع للوهم مرة أخرى، كما أن الشعب لا يعلم أين يتم صرف الأموال.

وأكد أن ارتفاع سعر الدولار مؤخراً سيؤثر سلباً على ارتفاع فاتورة استيراد الدولة من السلع الاستراتيجية، وأهمها القمح والزيت والسكر، الأمر الذى سيؤدى إلى ارتفاع أسعار تلك السلع فى الأسواق، وهنا إما أن تتحمل الدولة تلك الفروق لتفادى التأثير على المواطن البسيط بأعباء إضافية لا يستطيع أن يتحملها فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، أو تلجأ إلى تحميل تلك الفروق على المواطن، وقال: «أتوقع أن يحدث ذلك فى القريب العاجل، ما يؤكد قرب موعد الاشتعال الاجتماعى المتمم لاستكمال الثورة».

وعن الفئات المتوقع مشاركتها فى الأحداث، قال إن حزب الكنبة أول من سيشارك فى تلك الأحداث عقب نزوله لأول مرة فى أحداث الاتحادية، والاتحادات المستقلة عقب تهميش دورها فى الدستور الجديد، وشرائح المجتمع التى نزلت بداية ثورة يناير، وفئات المجتمع الغنية ستشارك بسبب تخوفها من حدوث ثورة جياع فى القريب العاجل.

 وقال: «لا أتوقع أن يتم هجوم من الطبقات الفقيرة على قصور أو ممتلكات الأغنياء بصورة همجية أو منظمة على مستوى الجمهورية، لأن ما حدث خلال الثورة من هجوم على المولات جاء بطريقة عشوائية ولم يمتد إلى ممتلكات الطبقات الغنية.وتوقع زيادة المشهد السياسى خلال العام الجديد فوضى، واستمرار الاحتجاجات العمالية، والمطالب الفئوية، مشيراً إلى أن التعامل مع تلك الأحداث خاطئ، ويؤدى إلى مزيد من التوترات التى تؤثر سلباً على المجتمع والاقتصاد.