«فورين بوليسي»: نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية سامة في الهجوم على حمص

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 16-01-2013 12:54

كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأسبوعية عن مضمون برقية دبلوماسية أمريكية سرية تفيد بأن الجيش السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية ضد شعبه في الهجوم الدامي على حمص ديسمبر الماضي، وفقا لمسؤول في الخارجية الأمريكية.


وأفادت المجلة بأن «دبلوماسيين أمريكيين في تركيا أجروا تحقيقا سريا مكثفا عن مزاعم استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي أدى إلى توصل هؤلاء الدبلوماسيين إلى قضية مقنعة، نقلوها في برقية سرية إلى الإدارة الأمريكية تفيد بأن قوات الأسد العسكرية استخدمت نوعا قاتلا من الغاز السام».


وأضافت المجلة أن البرقية وقعت من قبل القنصل الأمريكي العام في إسطنبول سكوتفريديرك كيلنر، الذي أرسلها إلى الخارجية الأمريكية، الأسبوع المنصرم، موضحة أن البرقية تعرض نتائج التحقيق في تقارير من داخل سوريا بأن «الأسلحة الكيميائية تم استخدامها في مدينة حمص في 23 من ديسمبر الماضي».


وأوضحت المجلة أن القنصل الأمريكي أعد التقرير عقب سلسلة من المقابلات مع ناشطين من أطباء ومنشقين، فيما وصف المسؤول في الخارجية مضمون البرقية بأنه «الأشمل في جهود الحكومة الأمريكية للتحقق من مزاعم مصادر داخل سوريا»، مشيرة إلى أن التحقيق شمل لقاء بين فريق القنصلية والجنرال المنشق مصطفى الشيخ الذي كان «المسؤول المحوري في برنامج سلاح الدمار الشامل السوري».


وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، في تصريح خاص لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إنه «لا يمكننا التأكيد على هذا الأمر مائة في المائة، ولكن السوريين قدموا قضية مقنعة بأن (الأداة 15) تم استخدامها في حمص في 23 ديسمبر الماضي».


وأوضحت المجلة أن الإدارة الأمريكية لم تشرع حتى الوقت الراهن في إجراء أي تغييرات تذكر في سياستها كاستجابة للبرقية السرية، إلا أنه من المقرر عقد اجتماع لجنة النواب لكبار مسؤولي الإدارة خلال الأسبوع الحالي.


ورأت المجلة أن هذا التقرير إنما يؤكد أسوأ مخاوف المسؤولين الذين يكتنفهم الإحباط من قبل النهج الذي تتبعه السياسة الأمريكية الحالية، الذي يتضمن تفادي إرسال أي مساعدة عسكرية مباشرة لقوات المعارضة السورية، والحد من المساعدات الأمريكية من المعدات والاتصالات الإنسانية.


وأكد المسؤول في الخارجية أن كثيرين يعتقدون أن الأسد بصدد تجاوز الخطوط الحمراء التي حذر منها الرئيس الأمريكي باراك أوباما سابقا، الأمر الذي يعكس قلق الكثيرين المتزايد في الحكومة الأمريكية من أن النظام السوري ينتهج  سياسة التصعيد لاختبار ما يمكنهم التملص منه، في ظل ازدياد يأس هذا النظام.


وحذر المسؤول من أنه في حال عدم اتخاذ الحكومة الأمريكية رد فعل قويا تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية في حمص، فإن ذلك قد يشجع الأسد على تصعيد أسلوبه في استخدام هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل.