وجوه على باب الله دهستها الحياة في قطار البدرشين

كتب: عادل الدرجلي الثلاثاء 15-01-2013 20:44

وجوه تشعر بأنك قابلتها كثيراً شكلت ملامحها قسوة الحياة، والأمل فى تحقيق أحلام بسيطة فى الزواج والعمل والراتب «اللى يسد الجوع»، نفسها تستر الإخوات البنات وتساعد الأب فى الإنفاق على الأسرة.

تروى حكايات بعض الناجين من حادث قطار البدرشين، تفاصيل معاناة ملايين المصريين، كما تحمل روح دعابتهم حتى فى أوقات المحن والشدة، ورغم أنهم يرقدون على أسرة المرض إلا أنهم يفكرون فى هموم أسرهم، ويؤمنون بأن «ربنا هو اللى بينجى وفى كل الأوقات الموت قريب مننا جداً، لكن محدش عايز يحس بيه».

■ ■

«السيد»: كنت نازل عشان خطوبتى

«شبكتى كانت هتبقى يوم الأربعاء، وكنت نازل إجازة قبلها بيوم عشان أستعد للمناسبة دى» بهذه الكلمات يتذكر عادل السيد محمود «24 عاماً» من مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، سبب استقلاله قطار «دهشور».

ويكمل: «أنا متطوع فى الجيش منذ 5 سنوات قضيت منها سنتين فى القاهرة و3 سنوات فى أسيوط، والسكة الحديد ضايعة من زمان ومتبهدلة وغير آدمية، وكنا بنستحمل ونتعشم فى بكرة أنها تتحسن بس مفيش جديد». ويستعيد «السيد» جزءاً من شريط حياته بقوله: «أنا المفروض أكون اتجوزت من سنتين وبسبب قلة الفلوس أجلت كتير على الرغم من إنى بحب اللى هرتبط بيها منذ عامين تقريباً وأول ما الظروف اتحسنت تقدمت لها».

■ ■

«فرج»: الموت قريب جداً ومحدش حاسس

«وقت الحادث كنت نايم وصحيت كأنى فى يوم القيامة»، هكذا وصف عطية فرج، ابن قرية نجع على الغفير مركز أخميم محافظة سوهاج، لحظات الرعب التى عاشها أثناء حادث القطار.

«شوف يا بيه أنا عندى 20 سنة وكنت شغال فى بلدنا عامل بناء وبادرس فى الوقت نفسه وأول ما خلصت شهادة الدبلوم كنت عاوز أدخل الجيش عشان أخدم بلدنا».

وتابع: «كل حاجة نصيب ومحدش عارف نصيبه فين أنا كنت عاوز أروح بيتنا وأطمن على إخواتى، وإن شاء الله أول ما أقوم من الحادثة هاكمل فى الجيش وحياتى لازم تستمر طالما إنى لسه عايش، على فكرة الموت قريب أوى، بس محدش حاسس».

■ ■

أبوالمجد: القطر «هرس» زملائى

«والله العظيم ما كنت عاوز أخش الجيش، عشان أقدر اشتغل وأجيب فلوس أجوز بيها إخواتى البنات»، كلمات لثروت أبوالمجد 20 سنة، من دار السلام محافظة سوهاج، عبر خلالها عن ظروفه المادية والأسرية، وأضاف «أنا خلصت الدبلوم وقلت أقدم ورقى فى التجنيد لكن الظروف جت كده ودخلت».

وشكر الله على نجاته من الحادث بقوله: «ربنا عالم بينا عشان كده أنا ممتش، إحنا كنا كتير أوى فى القطر، الكرسى اللى بيقعد عليه 2 كنا قاعدين عليه 3 أفراد وكمان كان فيه ناس مسطحة فوق القطر والأرضية، وقعت من الترزيع اللى حصل لما العربية انفصلت والجنود وقعوا والقطر هرسهم، الحمدلله على كل شىء».

■ ■

رمضان: الدنيا صعبة واخواتى على باب الله

كأنه لا يستوعب ما حدث، وعلى غير العادة فى مثل هذه الحالات بدلاً من أن يروى مسعد رمضان، 20 عاماً، ما حدث فى القطار أخذ يسأل «إيه اللى حصل أنا سمعت كركبة كبيرة وتخبيط تحت عربية القطر وبعد كده مشفتش حاجة ولقيت نفسى هنا فى المستشفى».

«رمضان» من عزبة رضوان مركز دار السلام محافظة سوهاج، رغم أنه راقد على أحد أسرة مستشفى البدرشين العام إلا أن عينيه مليئتان بالأمل، رغم أنهما شاهدتا الموت، فجر أمس، ويقول: ترتيبى السابع بين اخواتى الصبيان، واتنين من اخواتى مسافرين والأربعة الباقيين على باب الله، والحال على قده والدنيا بقت صعبة وأنا نفسى أتجوز، والحمدلله على كل شىء».