أعربت الدعوة السلفية، الثلاثاء، عن مخاوفها من «تجاوز الغرض المعلن» لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد إلى القاهرة، ومطالبة الرئاسة بضرورة مواجهته بملف سوريا، و«اضطهاد» السنة في إيران، ومنعه من زيارة المساجد التي «يدعي الشيعة ملكيتها»، ومن زيارة ميدان التحرير.
وقالت الدعوة السلفية في بيانها: «تأتي زيارة الرئيس الإيراني لمصر في ظل المخاوف الكثيرة من تجاوز الغرض المعلن للزيارة، من حضور اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، إلى تقارب سياسي قد يأتي على حساب مصالح عليا لمصر ولأهل السنة والجماعة، الجسد الأصلي للأمة الإسلامية».
وتابع البيان: «لابد أن تتحدث مصر مع الرئيس الإيراني بوصفها أكبر الدول السنية، ويجب ألا ينسى أن التزام مصر بحماية كل الدول السنية من أي اختراق سياسي أو ثقافي أو عسكري جزء من التزامات مصر الدولية، ثم هو جزء من برنامج الدكتور محمد مرسي الانتخابي».
وشدد البيان على ضرورة أن تتم مواجهة الرئيس الإيراني بملف «اضطهاد أهل السنة في إيران، كما يجب مواجهته بملف سوريا ومدى مسؤولية النظام الإيراني عن قتل النساء والأطفال هناك، عن طريق الدعم العسكري والسياسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما يجب أن تتم مواجهته بما أعلنه مرسي نفسه بأن أمن الخليج هو أحد أهم دوائر الأمن القومي المصري».
وإيران أحد الداعمين القلائل للنظام السوري، الذي يواجه احتجاجات واسعة منذ مارس 2011، تحولت لاحقًا بعد قمعها بالأسلحة الثقيلة إلى ثورة مسلحة، سقط إثرها أكثر من 60 ألف سوري قتلى.
ويشارك «نجاد» في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها القاهرة، وهو أول رئيس إيراني يزور مصر منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وطالب البيان بـ«ألا تكون تلك الجولة في المساجد والأماكن التي يزعم الشيعة أنها تمثلهم وإلا لاعتبرت هذه سقطة تاريخية للدبلوماسية المصرية»، رافضا جولة الرئيس الإيراني الخاصة في ميدان التحرير، مؤكدًا أن «هذا الطلب يجب أن يقابل بالرفض حيث يمكن أن يحمل الكثير من الرسائل السلبية لاسيما في تلك الظروف الحرجة التي تشهدها البلاد» بسحب البيان.
وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الجماعة ترحب بزيارة «نجاد»، لكنها تطالب بمواجهته بعدد من المطالب منها رفع أيدي إيران عن المسلمين الأحواز في إيران ورفع الظلم عنهم، والكف عن دعم «الأسد» ووقف «المد الشيعي» للدول الإسلامية والدول العربية والخليج ومصر «لأن هذا لا يليق بالدولة المصرية، لذلك إذا أراد (نجاد) مصالحة حقيقية مع الشعب المصري فلابد أن يبتعد عن سياساته الطائفية».
وطالب «الشريف» في تصريحات لـ«المصري اليوم» بأن تكون إيران «عونا للحريات ودعم الديمقراطية والكف عن التدخل في شؤون العراق، وتعلم أن المساس بأمن الخليج مساس بأمن مصر».