«النجوم السوداء» تسعى لسطوع حقيقي في سماء كأس الأمم الأفريقية 2013

كتب: الألمانية د.ب.أ الثلاثاء 15-01-2013 17:22

قبل عامين ونصف العام، بهر المنتخب الغاني لكرة القدم عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم بالعروض القوية والرائعة التي قدمها في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وذلك في ثاني مشاركة له بالبطولة.

وشق المنتخب الغاني «النجوم السوداء» طريقه بجدارة إلى دور الثمانية في المونديال ليصبح بذلك ثالث منتخب أفريقي يبلغ دور الثمانية في البطولة العالمية بعد منتخبي الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002.

وتضافر العديد من العوامل والظروف، ومنها أخطاء الحكام في حرمان النجوم السوداء من بلوغ المربع الذهبي للمونديال، حيث سقط الفريق أمام منتخب أوروجواي بعد مباراة مثيرة للغاية في دور الثمانية.

ورغم هذا الإنجاز العالمي سيكون الفريق بحاجة ماسة إلى إثبات وجوده مجددا في بطولات كأس الأمم الأفريقية من خلال البطولة التاسعة والعشرين التي تستضيفها جنوب أفريقيا من 19 يناير الحالي حتى العاشر من فبراير المقبل.

وعلى مدار ثلاثة عقود متتالية فشل منتخب النجوم السوداء في الفوز بلقب البطولة الأفريقية فيما يمثل إخفاقًا كبيرًا لا يليق بتاريخ الفريق أو إمكانياته العالية، حيث كان آخر فوز له باللقب في عام 1982.

كان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات، حيث توج باللقب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاما قبل أن يحرز المنتخب الكاميروني أول ألقابه الأربعة، وقبل أن يحرز المنتخب المصري لقبه الثالث من بين الألقاب السبعة التي يستحوذ عليها حاليًا.

ورغم ذلك، غاب النجوم السوداء عن منصة التتويج على مدار 30 عاما متواصلة رغم استضافة غانا نهائيات البطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا ونهائيات بطولة 2008.

وخرج المنتخب الغاني من المربع الذهبي في بطولة 2012 بغينيا الاستوائية والجابون رغم أنه خاض البطولة كمرشح قوي للغاية للفوز باللقب في غياب أحفاد الفراعنة وأسود الكاميرون اللذين سقطا في التصفيات.

وخرج النجوم السوداء من البطولة بالهزيمة صفر/1 في المربع الذهبي أمام المنتخب الزامبي، الذي توج فيما بعد بلقب البطولة على حساب أفيال كوت ديفوار.

وقاد المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش مجموعة من النجوم الشبان إلى الفوز بالمركز الثاني في أنجولا 2010، ويستطيع العدد الباقي من هؤلاء النجوم مثل كوادو أسامواه وأسامواه جيان الفوز باللقب في 2013 بعد اكتسابهم خبرة كبيرة من البطولتين الماضيتين والاحتراف الأوروبي مع تدعيمهم بعناصر الخبرة الأخرى مثل جون بانتسيل.

بينما يواصل النجم الكبير مايكل إيسيان غيابه عن صفوف الفريق للبطولة الأفريقية الثانية على التوالي، حيث فضل البقاء والتركيز مع ناديه ريال مدريد مثلما فعل في الماضي مع ناديه السابق تشيلسي الإنجليزي.

ويخوض الفريق البطولة تحت قيادة المدرب الوطني جيمس كويسي أبياه، الذي تولى المسؤولية خلفا للصربي جوران ستيفانوفيتش الذي قاد الفريق في البطولة الماضية.

كان أبياه قائدًا للفريق من قبل كما عمل مدربًا مساعدًا مع راييفاتش وستيفانوفيتش على مدار السنوات الأربع الماضية قبل تصعيده إلى منصب المدير الفني للفريق.

وخلال الشهور القليلة الماضية التي تولى فيها المسؤولية، اكتشف أبياه بعض المواهب الجديدة، وأضافها إلى صفوف الفريق مثل اللاعب الشاب كريستيان أستو، نجم بورتو البرتغالي، الذي ساهم في تدعيم هجوم الفريق.

ورغم ذلك يعلق النجوم السوداء أملًا كبيرًا في البطولة المقبلة على المهاجم أسامواه جيان 27 عامًا، قائد الفريق، نجم العين الإماراتي، الذي كسر حاجز الثلاثين هدفا دوليًا مع المنتخب الغاني، ويوشك على تحطيم رقم الأسطورة عبيدي بيليه، الهداف التاريخي لغانا، الذي سجل 33 هدفا فحسب.

ويضاعف من تفاؤل جماهير غانا بهذا النجم المتألق المستوى الذي ظهر عليه في الآونة الأخيرة مع العين الإماراتي، مما يؤكد أنه قادر على السطوع في البطولة المقبلة.

ويفتقد الفريق في هذه البطولة جهود أندري آيو، مهاجم مارسيليا الفرنسي، نجل الأسطورة عبيدي بيليه، وذلك لاستبعاده من قبل المدرب أبياه بعد تغيبه عن معسكر الفريق في أبوظبي متعللا بالإصابة.

ويبدو المنتخب الغاني هو المرشح الأقوى للفوز بصدارة المجموعة، نظرا لتفوقه على باقي منافسيه في هذه المجموعة علما بأنه اصطدم بمنتخب مالي أيضا في مجموعته بالدور الأول في بطولة 2012.

ويستهل المنتخب الغاني مسيرته في البطولة بمواجهة منتخب جمهورية الكونغو، ثم يلتقي بعده منتخب مالي، بينما يختتم مسيرته في الدور الأول بمواجهة منتخب النيجر أقل فرق المجموعة من حيث الخبرة في البطولة.