يبدو أن إسرائيل ليست بعيدة عن ما يجري في محيطها الجغرافي، من صعود للتيارات الدينية، في دول ما يُسمى بـ«الربيع العربي»، حيث أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة للكنيست، الذي يفتتح أعمال دورته الجديدة، الثلاثاء، صعود قوي للتيار الديني اليهودي، الذي أصبح يسيطر على ثلث مقاعد الكنيست، البالغة 120 مقعدا.
وشهد «الكنيست» الجديد في إسرائيل تغيرات نوعية كبيرة في تركيبته، فتزايد نسبة التمثيل في الكنيست، لم تتوقف على التيار الديني فقط، وإنما شملت أيضًا المرأة، ولعب حزب «يش عاتيد» دورًا كبيرًا في ذلك، حيث نجح على قائمته التي حصلت على 19 مقعدا، ثمان سيدات، كما شهد الكنيست أيضًا تراجعًا في نسبة تمثيل العلماء، وحفاظ «فلسطينيي 48» على كتلتهم داخل الكنيست، بالإضافة إلى تمثيل عدد من القيادات الأمنية الإسرائيلية من بينهم رئيسي أركان سابقين للجيش الإسرائيلي.
وتُشير نتائج الانتخابات الإسرائيلية إلى تزايد قوة التيار الديني اليهودي، الذي يُسيطر على ثلث مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعد، حيث حصل على 39 مقعدا، مقابل 28 فقط في الانتخابات الماضية، وتوزعت مقاعد التيار الديني في الانتخابات الأخيرة على عدد من الأحزاب، وليس فقط الأحزاب الدينية، فحصلت الأحزاب الممثلة لهذا التيار على 30 مقعدًا، فيما توزعت المقاعد التسعة الأخرى على بقية الأحزاب.
وحصل حزب «شاس» الديني على 11 مقعدًا، وحزب «البيت اليهودي» على 12، فيما حصل حزب «يهودوت هاتوراة» على 7 مقاعد، ونجح التيار الديني اليهودي عشر مرشحين على قوائم أحزاب أخرى، من بينهم 6 على قائمة «الليكود- بيتنا»، و3 على قائمة حزب «يش عاتيد».
وشهدت الانتخابات الإسرائيلية الحالية صعودًا آخر لنسبة تمثيل المرأة، التي زاد تمثيلها بخمس مقاعد، حيث حصلت على 26 مقعدا مقابل 21 فقط حصلت عليها في الانتخابات الماضية، وتضم الدورة الحالية للكنيست، ثلاث أحزاب تترأسها نساء، هي «العمل» وتتزعمه شيلي يحيموفيتش، «الحركة» وتتزعمه تسيفي ليفني، «ميرتس» وتتزعمه «زهافا جلاؤون».
ونجح على قائمة «الليكود- بيتنا»، التي تمثل حزبي «الليكود» و«إسرائيل بيتنا»، والتي حصلت على 31 مقعد في الانتخابات الأخيرة، 7 سيدات فقط، فقد نجح على قائمة حزب «يش عاتيد»، الذي تأسس قبل شهور، والذي حصل على 19 مقعدا، ثمانية سيدات، أما الحزب العمل فقد نجحت على قائمته 4 سيدات.
أما الأحزاب الدينية فلم ينجح على قوائمها سوى سيدتين فقط، على قائمة حزب «البيت اليهودي»، أما حزب «الحركة» فلم تنجح على قوائمه سوى سيدة واحدة، هي تسيفي ليفني، رئيسة الحزب، فيما نجح لحزب «ميرتس» ثلاث سيدات، من بينهن، زهافا جلاؤون، رئيسة الحزب، هذا فيما لم تُمثل المرأة الفلسطينية في إسرائيل «عرب 48» سوى بمقعد واحد، على قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، وحصلت عليه النائبة، حنين زعبي.
وحافظ «فلسطينيو 48» على قوتهم في الكنيست، حيث حصلت القوائم العربية على 11 مقعدا، من بينهم إسرائيلي يهودي يساري معادي للصهيونية، هو النائب دوف حنين، فيما نجح نائبان عربيان على قائمتي «الليكود- بيتنا»، ويُدعى حمد عمار، و«ميرتس»، ويُدعى عيساوي فريج.
وفيما انخفض عدد العلماء في الكنيست من 4 مقاعد إلى مقعد واحد فقط، حصل عليه البروفيسور، أفيشاي برفيرمان، من حزب العمل، ضم الكنيست رئيسي أركان سابقين للجيش الإسرائيلي، هما شاؤول موفاز، رئيس حزب «كاديما»، و«موشي يعالون»، من حزب «الليكود»، كما ضم اثنين يحملان رتبة جنرال في الجيش الإسرائيلي، هما «عمرام متسناع»، عن حزب «العمل»، و«أليعازر شطرون»، عن حزب «الحركة».
كما ضم الكنيست عددا آخر من قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من بينهم رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، «الشاباك»، يعقوب بيري، الذي نجح على قائمة حزب «يش عاتيد»، ونائب رئيس «الشاباك» الأسبق، يوئيل حسون، الذي نجح على قائمة حزب «كاديما».
وضم «الكنيست» أيضًا 4 من القيادات الكبيرة السابقة في الشرطة الإسرائيلية، والذين نجحوا على قوائم أحزاب، «العمل»، «إسرائيل بيتنا»، «يش عاتيد» و«الحركة».