بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف، بنيامين نتنياهو، والذي حصلت قائمته الانتخابية «الليكود- بيتنا»، على 31 مقعدا في انتخابات الكنيست من أصل 120، لتحل بذلك في المرتبة الأولى، رسميًا، المفاوضات الرامية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المُقبلة.
وبحسب القانون الإسرائيلي، فإن رئيس الدولة يُجري مشاورات بعد انتخابات الكنيست، لمدة أسبوعين، مع رؤساء الكُتل البرلمانية، للتوافق حول رئيس إحدى الكتل البرلمانية لتكليفه بتشكيل الحكومة، وبحسب القانون يحصل الشخص المرشح لتشكيل الحكومة على 28 يومًا لإجراء مفاوضاته فيها، ويُمنح 14 يومًا إضافية، وفي حال فشله، يُصبح من حق الرئيس ترشيح شخصية أخرى.
واجتمع «نتنياهو» مع عدد من رؤساء عدد من الكتل الرئيسية في الكنيست، على رأسهم، رئيس حزب «يش عاتيد»، يائير لابيد، الذي حصل حزبه على 19 مقعدا في الكنيست، ورئيس حزب «البيت اليهودي»، المقرب من المستوطنين، نفتالي بينيت، الذي حصل حزبه على 12 مقعدا في الانتخابات الماضية، بالإضافة إلى رئيس حزب «شاس»، إيلي يشاي، والذي حصل حزبه على 11 مقعدا.
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف اتصالات هاتفية بعدد من رؤساء الأحزاب الممثلة في الكنيست، ومن المتوقع أن يلتقي، الاثنين، زعماء أحزاب «يهودوت هتوراة»، (7 مقاعد)، و«الحركة»، (6 مقاعدد)، و«كاديما»، (مقعدين).
وقالت مصادر بحزب الليكود لصحيفة «معاريف» إن زعيمة حزب «الحركة»، تسيفي ليفني، ستنضم إلى أي ائتلاف حكومي مُقبل.
ويواجه «نتنياهو» صعوبات في تشكيل ائتلافه، خاصة بعد إعلان حزبي «يش عاتيد» و«البيت اليهودي»، الاثنين، عن تحالفهما سويًا، وأن قرار دخول الحكومة من عدمه سيتخذانه سويًا وسيكون قرارًا مشتركًا يلتزم به الحزبان.
وتقول صحيفة «معاريف» إن «نتنياهو» فشل في الحيلولة دون قيام هذا التحالف الذي يسيطر على 31 مقعدا في الكنيست، من أصل 120، وهو نفس العدد الذي تسيطر عليه قائمة «الليكود- بيتنا» التي تضم حزبي الليكود و«إسرائيل بيتنا» التي يتزعمها بنيامين نتنياهو.
ومن شأن التحالف الجديد أن يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف، بنيامين نتنياهو، أن يُقدم تنازلات للحزبين، سواء في الخط السياسي لحكومته، أو في عدد الوزارات أو في الحقائب الوزارية التي سيُطالب بها الحزبان.
كما سيؤثر التحالف الجديد على فرص حزب «شاس» في الانضمام للحكومة الجديدة، حيث سيزيد من قوة «لابيد» الذي يطالب بعدم إعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، هذا إلى جانب أن ثمة صراعًا بين حزبي «البيت اليهودي» الذي يعبر عن اليهود الغربيين (الأشكنازيم) المتدينين، و«شاس» الذي يُعبر عن اليهود الشرقيين (السفارديم) المتدينين، حيث يتهم الأخير الأول بأنهم ليسوا يهودًا.
ودعا رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة البرلمانية، النائب محمد بركة، رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، للعمل من أجل أن تكون الحكومة الإسرائيلية المقبلة «حكومة لكل المواطنين»، بمن فيهم فلسطينيو 48، وأن «تضع قضايا المجتمع العربي في أولوياتها».
وأجرى «نتنياهو» اتصالًا هاتفيًا بـ«بركة»، الاثنين، أبلغه فيه بأنه يعي حقيقة أن كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ستكون في صفوف المعارضة، ولكنه يرى بنفسه «رئيس حكومة لجميع المواطنين»، على حد قوله.