أعلنت نتائج جوائز الجولدن جلوب «الكرة الذهبية»، والتي تقوم بمنحها رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود، وتعتبر ثاني أهم جوائز الموسم السينمائي وأكثرها قيمة بعد الأوسكار.
وجاءت النقطة الأبرز من أي شيء في الحفل هو انحياز المُصوتين للمخرج «بن أفليك» وفيلمه Argo في فئتي أفضل مخرج وأفضل عمل دراما، مما عده بعض النقاد تكريماً كبيراً ومستحقاً لـ«أفليك» في مُقابل تجاهل ترشيحه من قبل أكاديمية العلوم والفنون لجائزة أوسكار أفضل مخرج قبل أيام قليلة.
وتعتبر تلك هي المرة السابعة فقط في التاريخ، وعبر سبعين عاماً هي عمر جائزة الجولدن جلوب، التي يفوز فيها مخرجاً بجائزة رابطة الصحافة الأجنبية دون أن يتم ترشيحه لجائزة أوسكار.
والمثير، أن المرة الأخيرة قد حدثت منذ 24 عاماً، حين فاز المخرج «كلينت إيستوود» بالجائزة في الجولدن جلوب عن فيلمه Bird دون أن يرشح للأوسكار، وهو أمر مُلفت نظراً للتشابها الكبيرة بين مسيرة «أفليك» ومسيرة «إيستوود» ومقارنة الكثيرين بينهما والاعتقاد بأن الأول يسير على درب الأخير في أن يكون ممثلاً متوسط القيمة في مقابل كونه مخرجاً عظيماً، ومفارقة كهذه تدعم النظرية بشدَّة.
ويُعَقد فوز «أفليك» هذا احتمالات الفوز في جوائز الأوسكار التي ستوزَّع في الرابع والعشرين من فبراير، ويتنافس عليها خمسة مخرجين ليس من ضمنهم الرجل الأكثر تكريماً، وبالتالي فحتى جائزة أوسكار أفضل فيلم لا تزال مُعلَّقة بشدة وكل المفاجآت تبدو محتملة.
في بقيَّة الجوائز سارت الأمور تماماً كما كان متوقعاً، المُعالجة الفاخِرة من «توم هوبر» لرواية Les Misérables في فيلمٍ موسيقي فرضت نفسها، ليتفوق العمل على نظراءه في فئة «أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي»، ويحمل معها جائزتين أخرتين لأفضل ممثل في فيلم «موسيقي أو كوميدي» لـ«هيو جاكمان»، وأفضل ممثلة مساعدة لـ«آن هاثاواي»، ويفرض الفيلم نفسه كأكثر الأعمال حصداً للجوائز في الحفل.
وفي فئة أفضل ممثل بفيلم «دراما» فاز «دانييل داي لويس» بجائزةٍ جديدة عن دوره في فيلم Lincoln، أحد النقاد علَّق بأن الأمريكيين لم يشاهدوا صورة أقرب إلى رئيسهم التاريخي من هذه، وصار حمل «لويس» لرقم قياسي بأوسكار ثالث كأفضل ممثل رئيسي مسألة وقت ليس أكثر.
وفي فئة «أفضل ممثلة بفيلم دراما»، عَزَّزت «جيسكا تشاستين» فرصتها بحصد الأوسكار بعد أن توّجت بجائزة الجولدن جلوب عن فيلم Zero Dark Thirty، رغم أن طريقها ليس ميسراً بشكل كامل نظراً لوجود «جينفر لورانس» في فيلم Silver Linings Playbook والتي توجت بنفس الجائزة في فئة «فيلم موسيقي أو كوميدي»، وتعتبر منافسة ليست سهلة واحتمالية فوزها واردة جداً حتى مع تفوق «تشاستين» بخطوات.
فيلم «تارنتينو» الجديد Django Unchained فرض نفسه بجائزتين، أحدهما لتارنتينو نفسه في فئة أفضل سيناريو، والأخرى لممثله النمساوي «كريستوف والتز» في فئة أفضل ممثل مساعد، وهي المرة الثانية التي يفوز بها الرجل بنفس الجائزة بعد حصوله عليها مع تارنتينو أيضاً منذ أربع سنوات، ويفرض نفسه منافساً قوياً في الفئة بالأوسكار لاقتناصها مرة أخرى، ولكن طريقه ليس ممهداً بشكل كامل بسبب منافسة شرسة من «فيليب سايمور هوفمان» عن فيلم The Master و«تومي لي جونز» عن Lincoln.
رائعة «أديل» لفيلم Skyfall توّجت بجائزة أفضل أغنية، في مقابل حصد ميكيل دانا لجائزة أفضل موسيقي تصويرية عن فيلم Life of Pi.
فيلم بيكسار Brave توّج بجائزة أفضل فيلم رسومي، بينما ذهبت جائزة أفضل فيلم أجنبي إلى النمساوي «مايكل هانكه» وفيلمه Amour ليؤكد الاكتساح الكامل وغير المسبوق لفيلمه هذا العام وحصوله على كل تكريمات الأفلام الأجنبية من كافة الروابط النقدية والإعلامية.