ليس حباً فى هذا ولا كرهاً فى ذاك.. ولكن من أجل وطن جارت عليه الأيام ووضعته تحت وطأة عصبة من اللئام! جرعوه وأذاقوه مرارة الذل والظلم والقهر والجهل والجوع والمرض والفقر والهوان!.. وكيف يتسنى لوطن أن يذل ويضام ويهان؟!.. وقد كرمه أكرم الأكرمين فى كتابه المبين.. وأشاد بأهله رسوله الكريم فهم فى رباط إلى يوم الدين.. وتعطرت وتشرفت سيرته بمسيرة إدريس ويوسف ويعقوب وموسى وعيسى ومريم وإبراهيم.. عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.. ومن هنا فقد تجلى الله عليه بحكمته وقدرته وعظمته بجند وقيض من أهله جنوداً صالوا وجالوا ووضعوا نقاط العزة والعدل والكرامة على خريطته.. وانطلق قطار الحرية والديمقراطية والمصداقية والشفافية واجتاز محطة الانتخابات التشريعية، وهو الآن على مشارف الوصول إلى المحطة الرئيسية بانتخاب رئيس الجمهورية، فمن أجل وطن يستجير فهل له من مغيث ومجير؟!..
إن ألسنة الخلق أقلام الحق فلا ترفعوها إلا لمن هو لها مستحق وأحق!.. الأصوات أمانة فى الأعناق، فلا تجعلوها سلعة تباع وتشترى فى الأسواق.. آفة الرأى الهوى، فلا تفسدوه بالأهواء والأنواء، فخير المرشحين من زكته أيامه وأعماله قبل أحسابه وأنسابه وأمواله!.. عدم الجرى خلف الوعود والتصريحات والشعارات المجدولة بكل مفردات الولاء والوفاء والانتماء، والمشفوعة بكل معانى الرخاء والسخاء!. فكم من شعارات وتصريحات أمطرونا وأطربونا بها وتغنت بالشرف والنزاهة والأمانة ثم أتت عليها الحصانة فوضعتها خلف أسوار الإدانة!! فلقد قال لنا المخلوع عندما تولى أمرنا «إن الكفن ليس له جيوب».. وقد شيد لبدنه وكفنه مقبرة بعشرات الملايين وبرخام طارد للذباب والناموس والبعوض والثعابين!!..
وها نحن اليوم.. ومن أوراق أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية نلتقط ورقة تقول.. عندما كان سيادته وزيراً للخارجية ومن أجل توسيع رقعة الحديقة الدولية المحيطة بوزارة الخارجية.. استصدر وثائق منزوعة المصداقية من الكوادر المحلية المعنية، والتى تقضى بإزالة العقار المتاخم لوزارة الخارجية مع تعويض مقداره 30000 ألف جنيه لكل وحدة سكنية مع سلامة العقار من أى عيوب فنية معمارية.. ولولا صرخة استغاثة أطلقها قاطنو العقار، والتى على إثرها قام الدكتور الجنزورى والذى كان فى حينها رئيساً للوزراء بإيقاف هدم هذا العقار!.. وإن كنتم فى ريب من هذا فسألوا أهل العقار، والأستاذ سمير عبدالقادر فى جريدة الأخبار، ولك الله يا مصر!!
الإسكندرية- المندرة البحرية