هو الحب كده؟

الجمعة 04-05-2012 08:00

القديس فالنتاين كان يمتلك قلماً مرهفاً ومشاعر إنسانية نبيلة وعطفاً كبيراً على العشاق الذين يريدون وضع النهاية السعيدة للحب الذى يربطهم، فكان يعقد الزواج سراً لهم نظراً لما أصدره القيصر (كلاديوس الثانى) فى القرن الثالث الميلادى من أوامر مشددة أصدرها إلى الكنيسة بعدم عقد الزواج للعشاق، ونظراً لما لاحظه من أن جنوده كانوا يمنون بخسائر متتالية، وعند البحث عن الأسباب وجد أن المتزوجين منهم يعشقون الحياة ولا يقدمون على خوض الحرب، وأنهم يمتلكون حساً مرهفاً، ويتمنون العودة السريعة إلى زوجاتهم لذا أصدر أوامره بعدم عقد قران العشاق، وعندما خالف القديس فالنتاين الأوامر أصدر القيصر أمره بإعدام العاشق الراهب (سانت فالنتاين)!! وتخليداً لذكراه كان يوم إعدامه عيداً للحب!

وإذا كان التاريخ قد سجل قصصاً كثيرة تحدثنا عن معاناة العشاق وقصصهم المثيرة للحزن والأسى معاً، فهاهو قيصر ابن الملوح الذى عششت الحمامة على رأسه وهو يقف فى انتظار ليلى، وروميو وجوليت اللذين حال دون ارتباطهما العداء بين عائلتيهما، وكانت النهاية محزنة هى الأخرى حيث انتحر كلاهما فى قصة مأساوية كما يرويها لنا شكسبير، وكذلك تزخر كتب التراث لجميع الشعوب بتلك القصص المحزنة..

 فهل يعنى ذلك أن الحب مقرون دائماً بالحزن والخيبة؟ بالطبع لا فهناك قصص أخرى توجت بالنهاية السعيدة مثلاً فقد تخلى عن عرش بريطانيا الملك جورج الخامس من أجل حبيبته التى كانت تدعى بمدان وندسور فى مطلع الألفية الثانية، فحقاً كانت التضحية غالية، وهو التنازل عن العرش، ولكن كانت أيضاً المكافأة مجزية وهى الفوز بقلب الحبيبة، وهذا يدل على أن التضحية والوفاء هما أسمى آيات الحب.. ومع ذلك أقول إن هذا كان فى الزمن الماضى زمن الحب الجميل، أما الآن فإن الحب أصبح «تيك أواى» أو مجرد رسائل على الموبايل (بحبك.. شكراً) أما اللوعة والفرقة والآهات والتنهدات والتمسك بالحبيب أو الحبيبة حتى آخر العمر أصبح شيئاً من الماضى لا نراه إلا من خلال الأفلام القديمة أو الأساطير والقصص فقط وأقترح تحسباً لاندثار مشاعر الحب الحقيقية أن يتم عمل متحف يضم قصص الحب الحقيقى والمشاعر والأحاسيس الصادقة وتعلق عليها يافطة (هذا ما كان يسمى فى العصور السالفة الحب) أما الآن فله مسميات أخرى أهمها (المصالح تعلو فوق صوت الحب!) ومع ذلك ومن قناعتى الشخصية أقول لولا الحب لانعدمت الحياة على هذا الكوكب!.. لأنه إكسير الحياة وقلبها النابض ولا يقل أهمية عن الحياة نفسها.. فهل نتصور الحياة بدون حب.. كيف سيكون شكلها؟ أترك الإجابة لكم كل حسب تصوره الخاص وقناعته الشخصية، ولكن إجابتى أن الحياة ستكون قاتمة بل مستحيلة، فالحب هو القمر المنير فى الليل الطويل والشمس الدافئة فى البرد القارس.

الإسماعيلية