فى الأول من شهر مايو يحتفل العالم بعيد العمال. لقد تعرض العمال فى السابق للعمل فى ظروف قاسية وتحت ضغوط وبأجور منخفضة نتيجة تحكم الرأسماليين فيهم، بلدنا أيضاً مر بتلك التجربة، ولكى يحيا العمال حياة كريمة تم جعل هذا اليوم للتضامن معهم، ومع حقهم فى العمل فى ظروف مناسبة، وبعدد ساعات معقول، وبأجور تتناسب مع متطلبات الحياة، ولكن كيف بدأت فكرة عيد العمال، اختلفت الآراء والأقوال على فكرة عيد العمال، لدرجة أن هناك من يرجعها إلى القدماء الفراعنة والصينيين، ولكن أكثر تلك الآراء شيوعاً وأوثقها هو أن هذه الفكرة بدأت عام 1869، عندما تأسست فى أمريكا منظمة تدعى «فرسان العمل» أشبه بالنقابة، تدعو إلى تحسين ظروف العمل، وتقليل عدد ساعاته!
بدأت هذه المنظمة فى التطور حتى أصبحت هيئة للعمال عام 1886، ولكى تنفذ مطلبها اتخذت الهيئة يوم الأول من مايو يوماً للإضراب العام من أجل زيادة الأجور وتخفيض عدد ساعات العمل، ولكن الشرطة الأمريكية واجهتهم بالعنف وأطلقت عليهم النار وقتل بعضهم وأصيب البعض الآخر واعتقل الباقى، ولفقت لهم الشرطة تهمة أنهم أطلقوا النار على الشرطة، ومن ثم تمت محاكمتهم وصدر القرار بالإعدام، بعد تنفيذ الحكم استيقظ ضمير أحد أفراد الشرطة واعترف ببراءة العمال، وبأن الشرطة لفقت لهم التهمة، ومن ثم تمت إعادة المحاكمة وصدر القرار ببراءة العمال مما هو منسوب إليهم، وهنا ثار العمال فى أمريكا وأوروبا ورفعوا شعار «يا عمال العالم اتحدوا»، منددين بأوضاعهم السيئة فى مقابل أهمية التاريخ العمالى فى بناء الحضارة، من يومها اتخذ هذا اليوم عيداً للعمال، وتحتفل دول العالم بالأول من مايو عيداً للعمال، إلا أن أمريكا وهى السبب فى هذا العيد تحتفل به فى الأول من سبتمبر!!
ومن خلال هذا العيد حقق العمال مكاسب عدة كانوا محرومين منها، مثل: استحقاق العامل عطلة فى الأسبوع، ووضع حد أدنى للأجور، وتحديد سن للتقاعد، ومنح المتقاعد معاشاً، ووجوب تمثيل نقابات العمال فى إدارة المؤسسات، ومازالوا يكافحون من أجل الحصول على حقوق أخرى.
الأقصر - نجع أحمد سليم