يبدو لى أن القائمين على أمور الدولة منذ تنحى مبارك استفادوا كثيراً من تعاملهم مع اليهود فى السنوات الماضية، وقرروا تطبيق أسلوبهم فى التعامل مع الملفات الساخنة!! فالمجلس العسكرى أدرك بعد تنحى مبارك أنه لن يستطيع أن يتولى رئاسة البلاد لأنه يعلم أن الشعب لن يوافق على ذلك.. وكذلك لن يستطيع تعيين عمر سليمان رئيساً للسبب نفسه، والحالة الثورية التى كانت سائدة فى ذلك الوقت جعلته يحجم عن اتخاذ مثل هذه القرارات،
أما خطة شارون، ببساطة، فتعتمد على وضع إنسان فى ظروف شديدة السوء، ثم تطلب منه أن يوافق على أى شىء تريده، فلن يقوى على الرفض وإلا تعرض للموت.. مثال أن تحجز شخصا فى غرفة وتمنعه من شرب الماء حتى يقترب من الموت، ثم تعرض عليه كوب ماء مثلج مقابل أن يتنازل لك عن بيته، فلن يرفض!! هم يعلمون أن التيار الإسلامى يحلم بالوصول للسلطة، وأن يحكم سيطرته على البلد لتحقيق أهدافه وطموحاته، ويعلمون أيضاً أنهم حين يصلون لذلك سيثيرون الرعب والفزع فى قلوب الناس، فقرروا أن يساعدوهم للوصول لهذا الهدف وأغمضوا أعينهم عن كل تجاوزاتهم فى رحلة الصعود إلى القمة!! فى الوقت نفسه لم يأخذ المجلس بأى آراء للقوى الأخرى الموجودة على الساحة،
وفى الوقت نفسه لاحظنا ظهور سياسة الفزع الأكبر بأيدى «الطرف الثالث» من انفلات أمنى، لغلاء السلع الأساسية، ونقص البنزين والسولار وغيرها من وسائل التعذيب للمواطن الغلبان الذى أصبح يخشى الخروج من منزله واستمر فى مسلسل الرعب والحاجة، حتى بدأ التيار الإسلامى فى تنفيذ مخطط الاستحواذ والتهديدات وإطلاق التصريحات المقلقة للشعب والتى تظهر أننا بصدد حكم طالبان.. ووضع الشعب بين فكى الفزع الأعظم للطرف الثالث والفزع الطالبانى، وتصاعدت أصوات الكثيرين: أين المفر؟
نحتاج لمنقذ قوى يحمينا من الهلاك! وهنا ظهر المنقذ المغوار الذى لن يستطيع أحد أن يرفضه بل سيهلل له الجميع فليس أمامهم أى اختيار ونكون قد وصلنا إلى نهاية الخطة، وبالأصول والقانون على طريقة البحر من أمامكم والعدو خلفكم!! ولكنى أرى أن الشعب العظيم الذى تحمل الظلم والقهر طوال ثلاثين عاما يستطيع أن يصبر عاما أو اثنين آخرين ليختار رئيسا مدنيا لدولة مدنية يحكمها العدل والقانون، وليذهب كل من أراد لها شرا أو شططا إلى الجحيم، وليبارك الله مصر!!