فى عيد سيناء.. سامحناك يا ريس

الثلاثاء 24-04-2012 21:00

فى 2004 دعيت لحضور الحفل السنوى المقام فى مركز النيل للإعلام بالعريش بمناسبة ذكرى» «عودة سيناء».. استمعنا خلاله لخطابات عظيمة لم تأت على ذكر السادات من قريب أو بعيد! وإنما كانت مقاطع من الرياء والنفاق لمبارك صاحب «الهبشة المالية الأولى»، وشاهدنا عرضاً سينمائياً ظهر فيه السادات فى لقطة عابرة لمدة ثوان قليلة.. كانت كل المشاهد للمخلوع حسنى مبارك من بداية حرب أكتوبر حتى عودة سيناء، مما سبب لى ضيقاً شديداً، بسبب الظلم والتعتيم الذى وقع على السادات، فخرجت قاصداً أحد الخطاطين لأصنع لافتة كبيرة علقتها فى عرض شارع 23 يوليو بالعريش كتبت عليها «تحية عطرة لروح الزعيم الخالد أنور السادات». لم تمكث اللافتة إلا سويعات قليلة، ولم أعثر لها على أثر بمجرد أن علمت بأمرها «أمنا الغولة»!

وبعد الثورة.. وفى نفس الذكرى، امتلأت وسائل إعلامنا بحقائق كأننا نعيشها للمرة الأولى عن السادات البطل الحقيقى لحرب أكتوبر، الذى أعاد سيناء للحضن المصرى، وخلا الإعلام تقريباً من لقطات الموظف مبارك.. ما يؤكد أننا قوم «مات مبارك.. عاش سليمان».. وأننا نحتاج لثورة فى نفوسنا تجتث الكذب والرياء والنفاق التى استوطنتها.

على أى حال - استحق السادات - رحمه الله - هذا العقاب وهذا التغييب المتعمد بسبب «جريمته» فى اختيار نائبه! الذى أصبح رئيساً لمصر فى مشهد مثير، صنعته الصدفة، وانشغل به المصريون وتنافسوا على حمل العرش والإحاطة بمواكب النفاق والتأليه طوال الفترة المظلمة الماضية!

تبقى كلمة عتاب للراحل الكبير أنور السادات.. إن العقاب لم يكن لك وحدك! وإنما كان للشعب المصرى، وللأمة العربية قاطبة على خطأ الاختيار، لكنه - على أى حال - خطأ ربما أراده الله، لكى نرى بأم أعيننا «أن الله يمهل ولا يهمل» «وإن ربك لبالمرصاد» لكل من خان الأمانة واستباح لنفسه ولأسرته وحاشيته اغتصاب الوطن وابتلاع خيراته وإرادته.

ثورة 25 يناير منحتنا محطة مفصلية، وأطلقت من صدورنا المنهكة صرخة قوية، لمصر المستقبل.. محطة تأمل، نترجم فيها النوايا الحسنة إلى أفعال صادقة بالعقول قبل القلوب.. محطة نترحم فيها على البطل القومى والسياسى الداهية أنور السادات، ونقول له بأعلى أصواتنا «سامحناك يا ريس.. بعدما جاء الحق وزهق الباطل.. إن الباطل كان زهوقا»!

العريش

zaynealshareef@yahoo.com