من دروس التاريخ.. «البتر»

الثلاثاء 24-04-2012 21:00

فى بداية القرن التاسع عشر، وبعد أن استشرى فساد المماليك «البلطجية حالياً»، وأصبح من المستحيل أن تستقيم أمور الأمن والأمان وتسير عجلة الاقتصاد والحياة العامة فى سيرها المستقيم والصحيح.. لم تجد الصفوة من مفكرى مصر وقادة ثورتها بدا من أن تعهد بقيادة سفينة الوطن إلى رجل حازم سليم الفكر ومستنير الرأى، فعهدت بهذا الأمر إلى رجل من أصل ألبانى توسمت فيه هذه الصفات.. وكان الرجل ثاقب النظر، حاسماً للأمور.. لم يجد أحداً من المماليك أو أتباعهم يصلح للمساعدة فى النهوض بمصر من كبوتها «تماماً كالوضع الذى نعيشه حالياً»!!.. فعزم الرجل على أن يبدأ بالعلاج بقرار جراح حاسم ألا وهو «البتر».. فقام بدعوة جميع المماليك إلى وليمة ضخمة بالقلعة، ثم أصدر أمره بإطلاق الرصاص على جميع الموجودين بالقاعة فلم ينج منهم أحد!.. وسلمت له مصر فتفرغ للبناء، واستطاع إنشاء جيش قوى قادر على حماية النهضة الحديثة التى يريدها لمصر..

هذا هو العلاج الذى تتمناه مصر وأهلها!.. أما محاولات الترقيع والتصليح ورتق الثقوب فإنها لا تجدى فتيلا.. إن البناء قد فسد كله، وملأت الثقوب جميع نواحيه، ومهندسو الفساد وترزية قوانينه لا يصلحون لقيام نظام جديد يصلح لدولة حديثة عادلة نحلم بها جميعاً!!.. لقد قبلنا بعد أن قام الشعب المصرى بثورة عظيمة فى الخامس والعشرين من يناير أن يعيش مهندسو الفساد ومنظروه وترزيته فى حالهم دون قطع رقابهم جزاء لما فعلوه بمصر وشعبها، ولكنهم أبوا إلا أن يدافعوا عن ولى نعمتهم «المخلوع» ومصالحهم وملايين الجنيهات التى تدخل جيوبهم وجيوب أبنائهم.. استعانوا بالشيطان وأعوانه لوأد الثورة، ومحاكمة ثوارها بمحاكمات عسكرية عاجلة، وتركوا من أحالوا حياة المصريين إلى جحيم طوال عقود طويلة أحراراً فى أماكنهم ينهبون ما تصل إليه أيديهم من أموال مصر، وظلت مخصصاتهم المالية والمعنوية تصل إليهم دون أن تمسها يد بسوء!!

الحل هو «البتر» ثم الديمقراطية؟!

كيميائى