الجيتو والـ«إس..إس»

السبت 07-04-2012 21:00

التهانى الحارة، والاحتفاء الزائد حتى من الليبراليين ومن شابههم، الذى يصل إلى حد مداهنة الإخوان المسلمين والسلفيين، فى مناسبة وصولهم إلى سدة الحكم، عن طريق انتخابات نزيهة كما يقولون، وليس كما يعتقدون!

كل ذلك يدفعنى إلى إعادة كتابة ما أشرت إليه من قبل، عندما استغل هتلر وهو المغامر النمساوى، ضعف المارشال الألمانى العجوز هندنبرج بالإضافة إلى الممارسات الفاشية الإجرامية ضد معارضيه وأشهرها حادثة قبو البيرة «الجعة» فى ميونيخ وذلك فى أوائل ثلاثينيات القرن الماضى، بهذه الطرق وعن طريق صناديق الانتخاب - قيل حينها إنها ديمقراطية! وصل إلى سدة الحكم فى المستشارية الألمانية ثم إلى البرلمان المسمى بـ«reichtag»، الذى دبر له بعد ذلك حريقاً دمره ومعه بدأت أعتى فاشية عرفها التاريخ!

والباقى معروف.. فمنذ أيام تذكرت ألمانيا - اليوم - الديمقراطية، الفتية، الغنية، ليلة الرابع عشر من فبراير سنة 1945، عندما أزالت طائرات الحلفاء مدينة درسدن الألمانية من على سطح الأرض مخلفة 25000 ألمانى حرقتهم قنابل النابالم! وبعد، فالإخوان يفتخرون بأنهم، عند الحاجة، باستطاعتهم أن «يلموا»، بل يشحنوا بوسائلهم اللوجستية الرهيبة، مليون فرد فى ساعات قليلة، ولا تسأل عن نوعياتهم! وهذا ما حدث فى المليونية التى سميت مليونية قندهار!

التنظيم الإخوانى بدأ ليحل محل الدولة فى حماية نوابهم فى البرلمان ولم لا، فأنا ابن مدرسة بنباقادن الثانوية، وكنت أشاهد تنظيماتهم العسكرية بموسيقاها، من شرفة منزلنا بالحلمية، حيث كان مركزهم العام، واجتماعات الثلاثاء فى ميدان الحلمية الفسيح، الآلاف يستمعون إلى سيد قطب، وعودة، ثم توزع عليهم بعد ذلك جريدة الدعوة، ويا ليتنى احتفظت بعدد منها!

الإخوان قوة تنظيمية رهيبة تصل إلى النجوع والقرى بل تتعدى حدود الوطن فعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً فى ألمانيا وخمسة عشر فى بريطانيا أستطيع أن أكوّن رأياً فى مدى قوتهم فى هذه البلاد!

مؤخراً اقترح الإخوان أن تخصص لهم حصة فى تعيينات جهاز الشرطة، وأن تحدد لهم نسبة 10٪ من المقبولين فى كلية الشرطة!

هل هذه هى البداية (حرفى S) الألمانى فى عهد هتلر تعنى التنظيم الجهنمى الرهيب وترجمته «أمن الدولة»؟! حادث العامرية القريب هو بداية وتمهيد لتهجير الأقباط وفصلهم عن المسملين! هل هو بداية لسياسة الجيتو «getto» كما فعل هتلر باليهود؟! بعد ذلك أسألكم أيها السادة المهنئون: هل الإخوان وحزبهم حزب سياسى أم تنظيم فاشى.. أجيبونى!

المملكة المتحدة