كان الإخوان المسلمون أول الفرحين بقيام ثورة 25 يناير 2011، التى كان من نتائجها إزاحة المخلوع وبطانته، ثم إلغاء جهاز أمن الدولة، الذى كان يضطهدهم، خلال الخمسين عاماً الماضية، ثم تنفسوا الصعداء وأصبحوا فى أعلى المناصب وأكثرها رفعة وشرعية وشعبية، وأصبحوا يسيطرون على جميع الأمور، ابتداء من القنوات التشريعية، مروراً بالنقابات والأندية، ونالوا ثقة الشعب المصرى، الذى أعطاهم أصواته فى أول انتخابات حقيقية غير مزيفة، كالمعتاد، على أمل أن تنقذهم الأغلبية فى مجلس الشعب من المعاناة التى عشناها طوال عهدى السادات والمخلوع.. كنا نتوقع منهم إنقاذ بلدنا الطيب من الفوضى والفساد الإدارى، والقضاء على كل المشاكل التى كنا نعانى منها، ففى عهد المخلوع لا تعليم ولا علاج للمواطنين، ولا عمل للخريجين، ولا مكانة للفقير ومحدود الدخل، فى عهد المخلوع وبطانته..
صدمنا وفوجئنا بالذى كنا لا نتوقعه! فمحدودية القدرات الإدارية والفنية والمهنية، والافتقار لها فى إدارة شؤون البلاد كانت هى سمات الإخوان المسلمين فى مجلس الشعب، فتوجد، علاوة على ذلك فوضى عارمة أثناء الجلسات، وكأننا مازلنا نعيش فى عهد الحزب الوطنى الديمقراطى الفاشل السابق، لكن مع تغيير اسمه إلى الحزب الوطنى الإسلامى! فهم ليسوا كما كنا ننتظر، وواضح أنهم لا يعرفون شيئاً عن النظام ولا الإدارة، فقد أصبحوا أمام الشعب المصرى كالعاجزين، فهذه فرصة، المفروض أن يستغلها الإخوان المسلمون لإصلاح ما أفسده النظام السابق.. صدقونى لو تم حل مجلسى الشعب والشورى الآن فلن تحصل الأحزاب الدينية على ربع الأصوات التى حصلت عليها!
وزارة الخارجية - بلبيس شرقية