الرأس

الثلاثاء 27-03-2012 21:00

قال زبيدة بن خلف وهو يصيح فى وجه خادمه الذى جاءه بديك مشوى دون رأس: «أين رأس الديك»؟! ألا تعلم أيها الأحمق المغفل أن الرأس رئيس الأعضاء، ومنه يصيح الديك؟! ألا تعلم أيها الغبى أن الرأس فيه الحواس الخمس التى منها العين؟! نعم العين التى يضرب بها المثل فى الصفاء والنقاء، فيقال «شراب كعين الديك»؟! بهكذا مجد زبيدة بن خلف الرأس وتوجه رئيساً على كل الأعضاء كما فعل من قبله فلاسفة «الإغريق» حين قسموا الجسد البشرى ثلاثة أقسام، تبدأ بالتدريج من الأسفل إلى الأعلى.. فكان أوطاها الغريزة التى تمثلها الأعضاء التناسلية! وأوسطها العاطفة التى يمثلها القلب والكبد! أما أعلاها وأسماها فهو الرأس! رمز العقل والتدبر والتفكير! هذا الرأس يعنى بمنتهى البساطة السمو والحياة وبدونه يكون الفناء والعدم، لأنه يحوى العقل والإنسان حين يفقد العقل يفقد توازنه العقلانى وتظهر عليه علامات الجنون، وتبدو عليه أعراض التصييف فى عز الشتاء!!

كما أن الإنسان لا يموت إلا إذا توقف العقل وآخر شىء يموت فى الجسد الإنسانى العقل، ليعلن موت سائر الأعضاء!! والأفعى تظل حية ترزق طالما بقى رأسها! ورأس الشىء هو أعلاه فيقال رأس الحكمة، ورأس المال، وفى الإنجيل الرجل رأس المرأة أى يعلو عنها ويتحكم بها والدول كالأفراد لها رأس ورأسها النظام ورأس النظام الحاكم وعلى ذكر النظام فإن رأس النظام البائد هو مبارك وأعوانه الذين لا يزالون على قيد الحياة، فأصبح رأس هذا النظام كرأس الأفعى يعيش بلا جسد، ومن ثم يجب الخلاص منه، والقضاء عليه ليتوقف عن بث سمومه القاتلة فإن أهملناه سوف يظل يتمدد ويتمدد حتى يتكون له جسد آخر غير الذى فصل عنه! والله من وراء القصد!

 

وكيل الثانوية الصناعية بديروط