كان يوم تنفيذ الحكم فى القاتل، وعندما سألوه عن آخر رغبة له، طلب أن يقترب والده منه، ثم طلب أن يفتح فمه ويخرج لسانه ليقطعه!! نظر القاتل بمرارة للحضور وقال: هذا الرجل يجب أن يحاكم معى!! ففى بداية انحرافى عن المسار لم يحدث أن وبخنى ولو مرة واحدة، بل بالعكس لقد برر لى أخطائى، ورسخ فى وجدانى أننى سأهرب بفعلتى ولن أحاسب.. لقد أضلنى!!..
أحكى لك تلك القصة يا سيدى لأنه فى بداية الانتهاكات فى عهدك، انقسم المسؤولون والإعلاميون من حولك إلى فريقين: قلة شجاعة انحازت للشعب، وانتقدت الانتهاكات وطالبتك بتعديل المسار من البداية، واحترام كرامة الشعب. أما الفريق الآخر فالتف حولك، وأوجد المبررات لانتهاكاتك، وأوعز إليك بأنك خط أحمر فوق النقد، وأن انتقادك هو اعتداء على هيبة الدولة، وأن من تم الاعتداء عليهم هم رعاع يستحقون أفران الغاز!! للأسف يا سيدى لقد أضلوك، ليس حباً فيك بل طمع فى الفتات المتساقط من مائدتك، طمع فى المناصب التى لا تؤهلهم كفاءاتهم الضعيفة للحصول عليها، فلجأوا لنفاق السلطة والتزلف لها!!
الآن يا سيدى.. هل زالت الغمامة من عينيك؟ هل أدركت أن من نصحوك هم الأمناء الذين ظننتهم يكرهونك؟ وعرفت من هم المنافقون الذين زينوا لك طريقك وأضلوك وسيكونون أول من ينقلب عليك بمجرد انتهاء نفوذك، ليقفوا فى صف السيد الجديد (بعضهم بدأ من الآن تجميل المواقف المخزية المتواطئة أمام السيد الجديد، والسكوت عن تصرفات ميليشياته.. هل زالت الغمامة يا سيدى؟