البابا شنودة الثالث.. الحارس الأمين

الأحد 18-03-2012 21:00

فى أسٍ بالغ وحزن الابن الذى فقد أباه، نودع إلى مساكن النور والفرح البابا الجليل الأنبا شنودة الثالث، البطريرك 117، الذى جلس على كرسى القديس مرقس طوال الفترة «14 نوفمبر 1971-17 مارس 2012»، التى فيها رأى المصريون جميعاً دون استثناء العديد من الإنجازات على جميع المستويات، الروحية والأبوية والاجتماعية والثقافية وأيضاً السياسية. فكم من الأمور الأمنية تدخل فيها - بحكم أبوته - وقام بتهدئتها، إذ كان يتمتع بذكاء فطرى وقراءة واعية فى معالجة الأمور وتهدئة الأوضاع. وأشهد أمام الله أنى سمعته يوجه نصائحه الأبوية لمجموعة من الشباب، ليسلكوا بحكمة وحُسن تدبير حتى لا يسيئوا إلى الوطن وإلى الكنيسة وإلى أنفسهم. عليهم أن يلتزموا بالهدوء والحكمة حتى لا يكونوا سبباً فى انقسام الوطن.

وأنا أشهد أمام الله أننى لمست شفافية هذا الأب القديس. فكان يتمتع بشفافية وقداسة وتقوى حقيقية، وفى نفس الوقت كان زاهداً جداً فى مأكله ومشربه. رافقته فى العديد من الرحلات للخارج، وبالتحديد إلى قبرص وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، خلال سفرياتى للخارج لحضور مؤتمرات علمية. فى وجوه بالخارج كان يحرص على لقاء المصريين بالسفارات والقنصليات المصرية بالخارج. فى رحيل البابا شنودة فقدت مصر أحد الحصون المنيعة ضد عوامل الهدم، كما اهتم بإشاعة روح البناء والتعمير فى نفوس أولاده، فكان صاحب مقولة مشهورة: «الهدم أسهل من البناء»، كانت له محبة قوية للمحتاجين والمعوزين، وكان دائماً يقول: «نعطى للمحتالين من أجل المحتاجين»، استطاع أن يجمع كل المصريين تحت جناحى الأبوة الحانية، نطلب له الراحة فى الحياة الأبدية، ونطلب أن يرشد الله آباء الكنيسة فى اختيار البطريرك 118 طبقاً لتقاليد الكنيسة العريقة وقرارات المجامع المسكونية.

أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية

minab@aucegypt.edu