إنصافاً للحق فقد حرص مبارك منذ بداية توليه الرئاسة على إعادة العلاقات الطيبة مع الحكام العرب.. علاقات تدهورت بشدة بعد توقيع السادات اتفاقية كامب ديفيد، ونجح فى ذلك تدريجياً.. لم يتبع نهج السادات الانفعالى، ولا أسلوب عبدالناصر فى السباب أحياناً!!.. فعبدالناصر كشاب ثورى كان يسب بعض الحكام علناً، يقول عن ملك الأردن «حسين ابن زين» فنهلل ونصفق!..
وعندما أغلق مضيق تيران فى وجه الملاحة الإسرائيلية قبل أيام من هزيمة 1967 خطب مهدداً أمريكا بأن تشرب من البحر الأبيض، فإن لم يكفها فلتشرب من البحر الأحمر! وعندما نقلت تلك العبارات للرئيس الأمريكى جونسون لم يفهمها، فلما شرحوها له علق قائلاً: سوف نجعله يشرب من مياه مجارينا.. وقد كان!!.. اقترب مبارك من الحكام والمسؤولين العرب، وحرص على عدم فضح تصرفات ونزوات بعض من أفراد أسرهم، رغم أنها موثقة لديه!! وشارك بوضوح فى تحرير الكويت..
الخلاصة كانت مشاعر الود متبادلة، ولذلك لم يكن غريباً ما صرح به المشير طنطاوى فى لقائه مع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية العام الماضى بأن هناك ضغوطاً كبيرة من دول عربية ذات وزن كبير لعدم محاكمة مبارك وأسرته.. ترى ما هو موقفها عند صدور الحكم عليه قريباً؟.. وللحديث بقية.