كانت آراء الشيخ عبدالعزيز بن باز، المفتى العام السابق للسعودية، تحض على عدم الاستعانة بـ«الكفار»، وأن خروجهم مع جيوش المسلمين يضر بالمسلمين ولا يزيدهم إلا خبالاً، وأن الله قد نهى عن الاستعانة بهم، وذم من يفعل ذلك، وكثيراً ما أعلن كبار أئمة المذهب الوهابى عن اعتراضهم على الوجود الأمريكى بالمنطقة.. لقد كان الخطاب السلفى عنيفا داعياً لعدم الصداقة أو الثقة فى اليهود والأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والروس، فكلهم كفرة مشركون أعداء للإسلام يجب «الجهاد» ضدهم إن كنا صادقين..
ومع التطور الخطير باحتلال العراق للكويت كان على التيار الدينى السلفى أن يفتى بما يناقض مواقفه السابقة.. فكانت فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز بأنه تجوز الاستعانة بـ«غير المسلمين» إذا دعت الضرورة إلى ذلك لرد العدو الغاشم والقضاء عليه وحماية البلاد من شره، فإذا كانت القوة المسلحة للمسلمين لا تكفى لردعه جازت الاستعانة بمن يظن فيهم أنهم يعينون ويساعدون على ردعه، سواء كان المستعان به يهودياً أو نصرانياً أو وثنياً أو غير ذلك.. لكن إعلان مبارك عن إرسال القوات المسلحة المصرية للسعودية لحمايتها وتحرير الكويت كان البلسم الشافى الذى جعل الدماء تسرى فى عروق ووجوه حكام عرب!!
وللحديث بقية