كيف تخلفنا وتقدمت اليابان؟

الأربعاء 14-03-2012 21:00

تهاوت اليابان مرتين، مرة عندما عصفت بها نيران الحرب العالمية الثانية، والمرة الأخرى عندما عصفت بها رياح تسونامى، وفى كل مرة أبهرت القيادات اليابانية العالم بقدرتها على أن ترفع قامتها عالياً بعد أن قصمتها الكوارث! لم يكن لليابان سوى مواردها البشرية التى تفانت فى ابتكار أدوات قياسية عالية الجودة تدير هذه الموارد بفاعلية تستغل كل طاقاتها، وتسعى لإطلاق مواهبها فانطلق معها الاقتصاد اليابانى وتقدمت اليابان.. كيف تخلفنا وتقدمت اليابان؟ تخلفنا عندما افتقرنا لخبرات صدرناها للخارج،

واستبدلنا بالمنهج العلمى عشوائية الحذاقة والفهلوة، فتحولت إدارة مؤسساتنا لأزمات متكررة متراكمة! تخلفنا عندما عمل فى كل مجال من لا يفهم فيه، بل أدار أقسامه وإداراته استناداً إلى محسوبيات التوظيف وتوريث الوظائف، فهمشت الكفاءات وتصدر العمل المؤسسى قيادات شكلية بلا مضمون فاعتمدت أساليب إدارتهم على تطبيق سياسات فرق تسد، وضرب الأسافين، وسيادة الصوت العالى! تخلفنا عندما تركزت هياكل الأجور فى يد المعارف والمحاسيب، فتوحشت جماعات المصالح التى اعتبرت الموارد المالية للمؤسسات غنائم قبلية يقتسمونها وفق الأهواء الشخصية،

 فترى من يتقاضى آلافاً على عمل يقوم به آخرون يتقاضون بضعة مئات لا تغنى من جوع، ولا تعين على عيش! تخلفنا عندما تمسكنا بشيخوخة الإدارات فكبتنا نمو القيادات الحديثة، وانفرد التسلط الإدارى بقتل المبادرات الابتكارية لحل المشكلات، فندرت المقترحات والأفكار الجديدة، وسادت الحلول الوسطية على حساب القرارات الاستراتيجية اللازمة للتغيير!

تخلفنا وتقدمت اليابان فتدهورت مؤسساتنا وتكدست هياكلها التنظيمية، وأهدرت مواردها البشرية والمالية، وتدنى أداؤها الوظيفى والخدمى، وخرج موظفوها للشوارع يطالبون بحقوق حرموا منها لسنوات!

 

خبير تنمية الموارد البشرية وتطوير المؤسسات

أدنبرة - إنجلترا

rashaibrahim@yahoo.com