يوم الشهيد

الجمعة 09-03-2012 21:00

فى صبيحة يوم الأحد 9/3/1969 لبى الفريق عبدالمنعم رياض نداء مولاه شهيداً على خط القناة.. ومن هنا وتكريما لما أسداه وتعظيماً لما أبداه وتمجيداً وتخليداً لذكراه فقد جعلنا يوم استشهاده يوماً وعيداً لتكريم وتأبين الشهداء.. فهذا يوم وقف فيه الزمان وقفة إجلال وعرفان لقائد عسكرى يشار له بالبنان، ومن أشهر وأمهر وأكفأ القادة العسكريين فى القرن العشرين، ومن المشهود لهم بالقدرة والسيطرة والمهارة فى كيفية إدارة العمليات العسكرية على جميع الأصعدة الميدانية والتكتيكية والاستراتيجية والتعبوية.. وباستشهاده افتقدنا موسوعة عسكرية استمدت أركانها من خلال حروب خاض غمارها ومن أبحاث وبعثات ودراسات ودورات اجتازها..

ومن خلال خمس لغات أجادها فقد أتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والعبرية إتقان أهلها لها.. ومن هنا كان أهلاً لرئاسة أركان القيادة العربية الموحدة فى عام 1964.. وبمباركة من الملك حسين اعتلى قيادة الجبهة الأردنية فى عام 1967.. وفى 11/6/1967 وبتزكية من الزعيم عبدالناصر تولى رئاسة أركان القوات المصرية، بعد أن هبت عليها رياح النكسة وبعثرت أوراقها وبددت شملها وشقت صفها وهزت أركانها.. وهنا انطلق الفريق رياض بوطنيته لأداء مهمته مجنداً خبرته وحنكته وحكمته لإعادة ترتيب أوراقها وترميم وتطوير وتحديث معداتها ورفع الكفاء ة القتالية والروح المعنوية لأفرادها.. سيدى الفريق إذا كانت فلسطين قد منحتك وسام الجدارة الذهبى.. ومنحتك روسيا لقب الجنرال الذهبى. ومنحتك لبنان ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام الأرز الوطنى ووهبك الأردن وسام نجمة الشرف والكوكب الأردنى، ومنحتك مصر نجمة الشرف العسكرية.. أما السماء فقد شرفتك وكرمتك ومنحتك وسام الشهادة والخلود وأنت تتفقد الجنود على الحدود وبنيران اليهود وهم لا يعلمون أنه أقنى وأبقى وأغنى وأسمى وسام عند رب الأنام، وأختم مقالى بأبيات من الشعر صاغها الشاعر السعودى قاسم فلالى تقول:

يا نفسى لا تبكى ولا تتألمى.. إن صار فى الشهداء عبدالمنعم.. فلأهل بدر فرحة بلقائه.. ما بين مغتبط ومسلم.. فلروحه منا التحية دائماً.. ولمجده ذكرى الخلود الأدوم

طيب الله ثراك وعطر ذكراك وأكرم مثواك وجعل الجنة مأواك بما قدمت يداك.

عميد مهندس متقاعد

الإسكندرية- المندرة البحرية