قبل نحو سبع سنوات خلت كان عسيرا على القراء التواصل بحرية مع أى مطبوعة حكومية، لكون الصحف القومية معبرة عن لسان حال نظام الحكم، وكان القارئ المصرى فى شغف لصحافة جديدة تنحاز له، وكانت «المصرى اليوم» هى البداية نحو ما يبتغيه القراء من حرية فى التعبير، وقد وجد القراء سلواهم فى بريد القراء أو «السكوت ممنوع»،
الذى شرفت بأن أرسل له ما يعن لى من أفكار لتنشر بالجريدة الورقية بموضوعية شديدة دون أدنى محاباة، وهو ما جعلنى أتواصل يوميا عبر التفاعلى أسفل عمود آلو مع باقة من أنبل أبناء مصر،
وكل يساهم بسديد رؤاه! وكان جميلا أن توجه «المصرى اليوم» منذ أسابيع دعوة لعشرين من أصدقاء السكوت ممنوع على هامش عرض الفيلم الوثائقى «الثورة خبر» بسينما فندق هيلتون رمسيس، وكان مثيراً أن يتعارف القراء مع بعضهم البعض رأى العين لأول مرة فى لقاء أثلج الصدور، ليمتد التعارف واللقاء مع المهندس صلاح دياب، والأستاذ محمد رضوان، مدير التحرير، وكانت آلام حجب السكوت ممنوع متصدرة للحديث،
وقد وعدناه بحل مشكلة الحجب.. يستمر الحديث موصولا لأجل حث إدارة «المصرى اليوم» على تثبيت بريد القراء دون حجب، حفاظاً على صلة روحية تزداد يوما بعد يوم بين القراء وجريدتهم الأثيرة التى ينبغى عليها أن تسعى لدوامها..
هاأنا وبصفتى قارئاً يتمنى الخير لجريدتى الأثيرة «المصرى اليوم» أجدنى أضع بين أيديكم (حصاداً لعام 2011) عام الثورة، مؤكداً أن رسائلنا كقراء للسكوت ممنوع وتعليقاتنا بالتفاعلى خلال السنوات السابقة كان لها أكبر الأثر فى تحريك المياه الراكدة، واندلاع ثورة الأمل فى 25 يناير.. وأود الإشارة إلى أن إعداد هذا التقرير قد استغرق منى وقتاً لرجوعى إلى أعداد عام بأكمله فى أرشيفى الخاص!!..
■ عدد أيام حجب السكوت ممنوع فى عام 2011 أى عن 365 هى 103 أيام.. أى حوالى ثلاثة أشهر ونصف! موزعة كالآتى من يناير إلى ديسمبر 2011 (4-7-8-13-4-5-3-10-10-16-11-12).
■ عدد مرات حجب عمود «آلو» 115 مرة موزعة كالآتى من يناير إلى ديسمبر (6-7-8-14-5-5-8-11-12-16-11-12).. علماً بأن معظم تعليقاتنا كقراء يكون تحت ذلك العمود، وأنا شخصيا أكتب يوميا مقالتين الأولى صباحا بعنوان للحرية، والأخرى فى نهاية اليوم بعنوان «آخر المشوار»!!
■ بالنسبة لشكاوى القراء التى تنشر بالسكوت ممنوع تحت عنوان «على باب الوزير» فقد تم حجب هذا العمود 208، أى قرابة سبعة أشهر بدون نشر مظالم المصريين المتابعين لما ينشر على أمل استجابة المسؤولين لما يبتغون!! أما مرات الحجب، فموزعة كالآتى من يناير إلى ديسمبر (13-18-16-18-15-15-14-13-18-24-20-24)..
علماً بأن عدد ما نشر من شكاوى خلال العام بلغ 543 شكوى فقط موزعة كالآتى من يناير إلى ديسمبر (72-38-52-46-65-46-62-67-32-18-26-19).. أما ردود المسؤولين على تلك الشكاوى فقد بلغت 39 رداً!! موزعة كالآتى (6- صفر- 2-1-3-2-7-5-8-3- صفر)
■ برغم كثرة مرات حجب الباب فإن مساحته قد تقلصت أيضا!! فمساحة «ربع صفحة فأقل» بلغت 106 مرة من إجمالى 262 يوما نشر فيها الباب! وكانت موزعة من يناير إلى ديسمبر كالتالى (12-2-12-5-10-9-8-3-12-10-7-16).
■ إجمالى الرسائل المنشورة فى عام 2011 بلغ 1440 رسالة موزعة كالآتى من يناير إلى ديسمبر (141-142-104-98-133-163-164-134-87-58-108-108)،
■ يبقى أن أشير إلى أنه وفى أعقاب سقوط نظام مبارك فقد زادت مساحة السكوت ممنوع إلى صفحة كاملة لمدة ستة أيام فقط اعتباراً من 13 فبراير ثم عادت إلى ما كانت عليه مؤرجحة بين أقل من ثلث أو محجوبة على النحو سالف البيان!!.
■ ختاماً: لقد كتبت هذا التقرير حبا فى «السكوت ممنوع» الباب الأغر الذى جمع المصريين حوله ليضحى أغلب قرائه المتواصلين «بمثابة» أسرة واحدة عبر التفاعلى، ففى يوم الثلاثاء 19 أبريل 2011 علمنا من أحد أصدقاء التفاعلى بوفاة المرحومة الدكتورة نهلة أبوعلفة وقد كانت «رحمها الله» من ركائز السكوت ممنوع معلقة فى التفاعلى وكاتبة فى البريد عبر رسائلها المميزة، فسافر لتشييع جنازتها بالإسكندرية قراء من هنا وهناك وفاءً لسيرتها العطرة ومعزين لزوجها الأستاذ طارق أبوعلفة..
لقد تواصلنا عبر التفاعلى دون رأى العين، تلك هى أخلاق أسرة السكوت ممنوع التى تتألم من دوام الحجب وعدم الانتصات إليها أو السعى لتتجمع تحت لواء «المصرى اليوم» لأجدنى اليوم محملاً بأمانى القراء، راجياً عقد اجتماعات دورية للقراء للانصات إليهم فلديهم رؤى موضوعية تفيد مصر.! آملاً أن يلقى تقريرى هذا القبول وينشر وفاء لقراء يبتغون للجريدة الرقى والتفوق على طول الدوام.
أحمد محمود سلام - مستشار قانونى - بنها
المحرر:
تقف الكلمات عاجزة عن شكرك لهذا المجهود الرائع المميز.. ويحق لنا أن نطلق عليك من الآن لقب (جبرتى بريد قراء المصرى اليوم)!.. لقد راجعت ما ذكرته من الأرقام فوجدتها شديدة الدقة.. وقد أكدت إدارة التحرير بعد مراجعتها للأرقام شديدة الدقة التى ذكرتها أنها ستحرص على نشر هذا الباب يوميا لأنه من الركائز الأساسية للجريدة وإدراكا منها لحقيقة أن «السكوت ممنوع».