كفاية كده

الأربعاء 07-03-2012 08:00

رأيت فيما يرى النائم رؤيا بأن معارفى وأصدقائى وأولاد حارتنا الجدعان قد اختارونى بالإجماع مرشح السويس المحتمل للرئاسة تحت شعار «نعم معا سنغير»، كما اختاروا «سمكة الشعور» رمزاً للحملة الانتخابية التى تولوا دعمها ماديا، وقد قبلت الترشح نزولاً على إرادتهم بينما ظلت الجماهير تهتف «بالروح والدم هانكمل المشوار.. والصحافة فين الرئيس أهه»!! كما شجعونى على ركوب حصان اقتحمت به السرادق الضخم المقام تكريماً لى وسط جموع المواطنين كما الفنان أحمد مظهر فى الناصر صلاح الدين، رغم اعتراض بعض الشباب الرافضين لترشحى للرئاسة من وجهة نظهرهم لعدم صلاحيتى على رئاسة جمعية أهلية!!

لكننى تمكنت من احتواء غضبهم بتوزيع البونبونى لزوم الرشوة المقنعة والتى تمنعهم من الهتاف ضدى «ارحل ارحل إنت من الفلول»! ووسط هذه الهجمة الشرسة وقعت من فوق حصانى الجامح ليتمزق البلوفر ويرتطم رأسى بالأرض، لأقوم من نومى مذعوراً أتلمس جسدى، وحمدت الله الذى أصبغ علىَّ نعمته، وأنقذنى من كابوس هذه المهمة الشاقة التى يسعى إليها المرشحون المحتملون فى الواقع، فمنهم من سيرتدى قناع الزيف والنفاق، ومن سيستغل سذاجة البسطاء والمهمشين ليتخذهم بمثابة حصان طروادة ليتسلل منه ليلاً ليقفز إلى سدة الحكم، كما قفز بعضهم إلى البرلمان، ومنهم من يحاول أن يتباسط مع الناس ويشاركهم تناول الفول والكشرى، ويحبس بالشاى على المقاهى فى الأحياء الشعبية..

فنحن يا سادة لا نرغب فى وعود كاذبة أو نفخة كدابة أو رئيس فوق الستين أو السبعين من أجل الالتصاق بالكراسى فهذا الشعب لم يعد يلدغ من الجحر مرتين، ولأن شباب ميادين التحرير سيعدون عليه أنفاسه، وقادرون على تحويله من فوق الكرسى التيفال إلى رئيس ترانزيت محدود المدة، وقادر على تسليم الراية لمن سيجىء بعده، أو قد يهىء نفسه لسماع هتافهم «ارحل كفاية كده»!!

farouk.metwalley@gmail.com