رحيل الكاتب الكبير جلال عامر سبب لى ألماً وحزناً شديداً، لما يمثله الراحل من قدوة ومثال ينبغى لنا أن نسير على دربه، فهو رجل القيم والمبادئ التى لم يحد عنها حتى آخر لحظة فى عمره، مواقفه ثابتة لم تتزعزع، عارض سياسات مبارك قبل يناير، وعارض سياسات «العسكرى» أثناء توليه إدارة البلاد، وعارض كل من لا يعمل لمصلحة مصر..
عموده كان بمثابة الفنار ليضىء لنا الطريق، ولم يكن من المتلونين أو المتحولين أو من المعارضين فى العلن، ويقبلون الأيدى فى السر، بعد يناير لم يخطب ود من بيدهم الأمور، الرجل ذو القلب الحساس لم يحتمل أن يتصارع المصريون معا، فقط سقط المناضل فى أرض المعركة الذى ظل مقاتلا مدافعا عن مصر التى حررها من العدو فى 73 وأراد أن يحررها من التخلف والاستبداد والفساد، فقد كان رجلاً بمعنى الكلمة فى زمن عز فيه الرجال، زمن تموت فيه الأسود وتترك الساحة للضباع لتمرح.
رحمه الله وغفر له ولكل من هم مثله، وأطال الله فى عمر الأحياء من أمثاله، عزاؤنا فى كتاباته ولقاءاته، ونرجو من جريدة «المصرى اليوم» إعادة نشر مقالاته، والإبقاء على عموده وفاءً من الجريدة لهذا الرجل المحترم.
مهندس