سيظل حياً

الثلاثاء 14-02-2012 21:00

مات جلال عامر معمل الأفكار المتنقل والفيلسوف العظيم.. انطفأت الشمعة التى ظلت تحترق على مهل وفى صبر.. فقدنا عموده اليومى فى «المصرى اليوم»، الذى كان خيط نور يرقص بهجة وسط سواد حالك يلف أيامنا.. اختطفه الموت ونحن فى أشد الحاجة ليهون علينا الواقع المرير الذى كان يذوب بين كلماته ويتحول إلى ابتسامة!

مات الرجل المتواضع، واستراح العقل الذى لم يكف يوماً عن معاندة السائد والبائد وكسر المألوف.. مفتاح شخصيته هو عشقه الصوفى لمصر.. وكان حبه للإسكندرية بالغ العمق والتركيب.. كان العاشق الذى يحنو على محبوبته، ويزداد احتضانه لها كلما تعمقت محنتها!

من هنا أتمنى على كل محبيه أن يكفوا عن الحديث عنه كفقيد، فجلال عامر وإن غيبه الموت، إلا أنه سيظل حياً من أجل مصر التى عشقها دون حدود ودون مقابل! الأفكار الكبرى لا تموت والأحلام العظيمة لا تتلاشى!

أستاذنا ارقد بسلام حيث الرحمة والعدل، وإذا كانت أرواحنا فى الأرض وديعة الخالق، فقد استرد الله وديعته لتعود إلى رحابه راضية مرضية.. الموت طريق الأرض كلها.. ارقد بسلام فطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.. وخير الكلام «الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً».

 

محام بالنقض - أسيوط