عقد ائتلاف القبائل العربية، الأحد، بقاعة مؤتمرات جامعة الأزهر، مؤتمرًا حاشد لقبائل وعائلات مدن القناة لبحث تداعيات الأزمة الحالية خاصة في بورسعيد وطرح مبادرة للتهدئة والمصالحة الشاملة، تفادياً لإراقة المزيد من الدماء.
وطرح الشيخ راشد السبع، عضو مجلس الشورى، ورئيس ائتلاف القبائل العربية، مبادرة أطلق عليها «مبادرة لم الشمل»، والتي أكد أنها «يجب أن تقتصر على أطراف النزاع في المدن الملتهبة بعيدًا عن الصراع السياسي والذي يؤجج من اشتعال الموقف في الشارع على أن يقود المبادرة وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وقيادات المخابرات الحربية، وأن يتم ذلك الاجتماع بشكل مغلق على القوى السياسية المتناحرة فقط، بحيث يخرجوا بنتيجة بعيدًا عن التصريحات العدائية التي تُشعل الموقف».
وقال «السبع»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن تدّخل الجيش والأجهزة الأمنية في الصراع الدائر حاليًا بين القوى السياسية «هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن ذلك «لا يعد تدخلاً في السياسة بقدر ما هو حفاظ على أمن مصر القومي، الذي أصبح مهددًا بخطر كبير، خاصة أن العناصر الخارجية بدأت في استغلال المواقف للتضييق على مصالح مصر في الخارج»، محذرًا من «اشتعال حرب أهلية في مدن القناة وباقي محافظات مصر إذا لم يتدخل الجيش بشكل حاسم»، مؤكدًا أن الائتلاف يدعم كل المبادرات لوقف العنف ويدعم استمرار الحكومة لفترة، ولكن في نفس الوقت «إذا رأت القوى السياسية أن إقالة الحكومة هي الحل الوحيد للتهدئة فيجب إقالتها فورًا».
وأشار «السبع» إلى أن مؤسسة الرئاسة دعت اتحاد القبائل العربية لمساندتها في طرح مبادرة لوقف العنف في المحافظات التي ينتمون إليها، وإقناع الأهالي بإعطاء مهلة للحكومة لحل الأزمة الراهنة.
وقال الشيخ أحمد سلامة، من قبيلة «الطليمات» ببورسعيد، إن «ما يحدث في الشارع الآن هو نتيجة تهميش أهل بورسعيد الذين يشعرون بالظلم منذ عهد النظام السابق عندما أهملهم مبارك وعزلهم عن باقي محافظات مصر وتعامل معهم كأعداء شخصيين له، وهو ما خلق حالة من العنف والانفلات نتيجة شعورهم بالإحباط بعد الثورة التي لم تجني ثمارها حتى الآن»، مؤكدًا أن الرئيس محمد مرسي «قرر فرض الطوارئ وحظر التجول دون أي استعدادات أمنية، وهو ما خلق حالة الفوضى».
وشارك في المؤتمر قبائل «الطيمينات» من الإسماعيلة، و«بيلي»، و«معاذة»، و«الترابين» و«السواركة»، و«العييادة»، والتي تعد أكبر القبائل في بورسعيد، لافتاً إلى أنه سيطرح في نهاية المؤتمر مبادرة لإنهاء حالة العنف في مدن القناة، والتي تسببت في سقوط عدد كبير من الشهداء الأبرياء.