عندما قام العمال بإضرام النار فى مصنع الغزل والنسيج فى مدينة كفر الدوار، قام الزعيم «ناصر» ولم يقعد، إلا بقرار تم بمقتضاه إعدام اثنين من العمال «خميس والبقرى»، أمام بوابة المصنع، وعلى رؤوس الأشهاد، وفى وضح النهار، وذلك للعبرة وللاعتبار.
وعندما قام أحد أعيان الصعيد ويدعى «لملوم باشا» بانتهاك حرمة وقدسية ساحة مركز الشرطة فى مدينة مغاغة ممتطياً جواده، قام الزعيم «ناصر» باعتقاله وبمصادرة جواده، واتخذ الباشا طريقه إلى المعتقل، وامتثل ولم يقل له مقولة أحد الأعيان الجدد «اتق شر الصعيد إذا غضب»، وذلك أيضاً للعبرة وللاعتبار.
يا سيدى.. هكذا كانت هيبة الدولة ورهبتها ومهابتها وعزتها وكرامتها وقدسيتها فى عيون من تولوا أمرنا عقب ثورة الضباط الأحرار، فأين ذهبت هذه المقومات والمعايير من عيون من تولوا أمرنا عقب ثورة الشباب الثوار؟! وبعيداً عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان فأين هيبة ورهبة ومهابة وحقوق الأوطان؟ وهذه مقومات وركائز وأركان يجب أن تراعى وأن تصان، وألا تمتهن وألا تهان.. فهى أبقى وأنقى وأنبل وأسمى وأرقى من حقوق الإنسان وحقوق الحيوان! فإن الله ينزع بالسلطان ما لم ينزع بالقرآن.. وإن الله يعز الأمة العادلة ولو كانت كافرة ملحدة.. ويذل الأمة الظالمة الجائرة ولو كانت مسلمة موحدة!
عميد مهندس متقاعد
الإسكندرية - المندرة البحرية