قديما قالوا لكل مقام مقال، واليوم يقال لكل مرحلة قناع!! فاستبدال الأقنعة الآن أصبح أسرع مما تسير به الأحداث، بل إننا أصبحنا نقيس المرحلة بأشكال وألوان الأقنعة، وليس بما تحقق وما يراد تحقيقه من مطالب الثوار!! وأول تغير للأقنعة كان من الصحافة القومية التى كانت تمدح وتسبح بحمد الرئيس ليل نهار، وتقدح فى الثورة والثوار، وبعد التنحى بدقائق تغير القناع ليصبح أهم مانشيتات الصحافة القومية «الشعب أسقط النظام» وانقلب المدح إلى قدح والتسبيح إلى توبيخ!
ومن الذين غيروا أقنعتهم أكثر من مرة جماعة الإخوان المسلمين فعندهم مهارة فائقة فى استبدال الأقنعة، وطبع المرحلة بلون ما يرتدونه من قناع، فالجماعة التى أعلنت أنها لن تشارك فى الثورة لأنها لم تتلق دعوة، ولا تعرف هوية من دعا إليها فى رسالة مطمئنة للنظام، فجأة تنزل وتشارك بعدما رأت حجم المشاركة الذى فاق كل التوقعات!! وأما عن باقى التغييرات السريعة فى مواقف الجماعة فتحتاج إلى صفحات ابتداء من نسبة المشاركة فى مجلس الشعب، مروراً بموقفهم من الدولة المدنية، ومهاجمة من يدعون لوضع مادة فى الدستور لحماية مدنية الدولة، انتهاء بموقفهم من النقابات، ووقف التعامل مع أى تيارات أخرى، وخاصة التيار اليسارى!!
ومن الذين غيروا أقنعتهم أيضاً السلفيون الذين كانوا يحرمون المظاهرات والخروج على الحاكم حتى ولو كان ظالما! ويرون عدم المشاركة فى الانتخابات لأنها بدعة غربية، وبعد أن كانوا يحرمون المظاهرات أصبحوا يقودون المظاهرات!! ومن الذين غيروا أقنعتهم، نواب الحزب الوطنى الذين كانوا يمثلونه فى البرلمان، اليوم يتبرأون منه، ويلعنون الحزب ليل نهار، ويريدون أن يدخلوا المجلس ولكن هذه المرة على قوائم الإخوان أو الثوار.. عجبى!!
(بنى عبيد - الدقهلية)