ماذا لو جاء «المسيح» الآن إلى مصر؟

الأحد 08-01-2012 08:00

منذ أكثر من 2000 عام جاء السيد المسيح لينشر السلام والبهجة على الأرض، وحينما سمع هيرودس، ملك البلاد، بمجيئه اضطرب وخاف على كرسيه، فرفع سيف الإرهاب على الطفل المولود وعلى كل أقرانه، ونجا طفل السماء بمجيئه إلى مصر، وتم الوعد: «مبارك شعبى مصر» أمن المسيح على نفسه فى مصر، بينما لم يأمن على نفسه فى إسرائيل- موطن مولده.. إننى أتساءل: ماذا لو جاء السيد المسيح الآن إلى مصر؟ هل يجد السلام والأمن والأمان عليها أم يجد سيف هيرودس مسلولاً؟ أين السلام وأين روح الوحدة فى وطن فرقته المناصب، وطحنته المطالب، وأغرقته الديون، وساده الانقسام بين أبناء الوطن الواحد؟ أين الإنسان الذى يزرع الحب ويحصد الكراهية ويزرع الابتسامة فى قلوب الحزانى؟ أين من يستر ولا يفضح؟

أين الإنسان الذى ينشر الرجاء والأمل؟ وإذا ذهب إلى الحكام فهل يسمع وعوداً صادقة، أم أنه يرى أعناقاً كاذبة، وقبلات غاشة، وقلوباً مليئة بالكراهية والبغضاء؟.. ماذا لو جاء السيد المسيح إلى شوارعنا، فهل يجدها نظيفة بين شعب متدين يؤمن بأن النظافة من الإيمان!! وإذا ذهب إلى الكنائس والجوامع، فهل يرى الإيمان الحقيقى فى القلوب، ويرى الدين المعاملة؟!

ولو ذهب إلى مستشفياتنا فهل يرى للإنسان قيمة وثمناً فى آدميته وصحته وعلاجه وحقه فى الحياة؟.. لقد خلق الله الإنسان حراً، وأعطاه الحرية الكاملة.. حتى لو استخدمها ضده.. فهو -سبحانه- مسؤول عن خليقته، وهو يشرق شمسه على الصالحين والطالحين، ويفرد يمينه فيشبع كل حى من غناه.. إنه يريد أن يرى الدين ولا يسمعه.. يريد أن يرى الإنسان يمد يد المساعدة للآخرين.. للعطشان فيسقيه، والعريان فيكسوه، للساقط فيقيمه، للمجروح فيعصبه، وللمكسور فيجبره، وللمحتاج فيعطيه، وللمظلوم فينصفه وللظالم فيرده!

 راعى الكنيسة المعمدانية - شبرا