قالت الفنانة أنغام إنها شعرت بخوف شديد بعد اندلاع الموقف في الشارع المصري، مشيرة إلى أنها لم تشعر بالخوف نفسه أثناء الانفلات الأمني أثناء ثورة يناير، واعتبرت أن الحل في أن تعترف الحكومة بفشلها في إدارة شؤون البلاد، وأكدت في حديثها لـ«المصري اليوم»، أن الرئيس محمد مرسي على أن يثبت أنه أب لكل المصريين، وليس أبًا لأهل وعشيرته فقط، لافتة في الوقت نفسه إلى ضرورة استعانته بأهل الخبرة لا أهل الثقة، وأشارت إلى أنها وافقت على مسلسل «في غمضة عين» بعد أن قراءتها للفكرة وتحمست لها، مؤكدة أنها لم تقم بإدخال أي تعديلات على السيناريو باستثناء نقاط بسيطة، موضحة في الوقت نفسه أن غنائها للتتر لم يكن بناء على طلبها، وعن الألبومات الغنائية، اعتبرت أنغام أنها «موضة وانتهت».
■ كيف تابعت الأحداث الأخيرة خلال الذكرى الثانية للثورة؟
- بصراحة شديدة لأول مرة أشعر بالخوف الشديد أكثر من أيام الثورة نفسها وما صاحبها من انفلات أمنى مرورًا بكل المشاكل التى واجهت مصر طيلة العامين الماضيين، لأن الوضع أصبح خطيرًا، وانتشرت الفتنة بين أطياف الشعب المصري، سواء بين الشرطة والشعب أو الجيش والشعب، ولا أملك إلا أن أقول ربنا يحمي هذا البلد ويهدي الحال حتى نخرج من هذه الكبوة، ولابد أن نتعامل بحكمة شديدة وهدوء حتى يزول هذا الخطر.
■ هل تأثرت بالأحداث بشكل شخصي؟
- أصابتني بالإحباط، لدرجة أن هذا الشعور يطاردني خلال الأسبوع أكثر من مرة.
■ ما الحل من وجهة نظرك؟
- الحل بسيط جداً، «اللي مش قادر على إدارة شؤون البلاد يسيبها للي بيفهم» ولمن لديهم القدرة على الإدارة، وهذا لا أعتبره عيبًا، لأن مصر كبيرة جدًا، لكنهم لا يدركون ذلك، وعليهم الاعتراف أنهم فشلوا، وهذا «لا عيب ولا حرام»، لكن للأسف يحاولون التخفي بعيدًا عن الفشل لكنهم سيلاقون حسابًا عسيرًا قريبًا، ولعلنا جميعًا لم نتوقع يومًا ما أن يدخل الرئيس السابق السجن، ولابد أن يضعوا ذلك فى الحسبان «ومفيش شيء كبير على ربنا».
■ ما مطالبك كمواطنة مصرية؟
- إعادة النظر في الدستور الذى أوقع البلد فى كارثة كبيرة، وتغيير الحكومة التى أثبتت فشلها، وفي الحقيقة أنا أشعر بدهشة شديدة من الذين لا يسمعون إلا أنفسهم، ولا يرون كيف ينظر إليهم الشعب المصري، لدرجة أنني سمعت بأذني كثير من الأناس الطيبين يدعون عليهم، وأي إنسان طبيعى دخل مكانًا ولا يجد ترحابًا عليه المغادرة فورًا، فما بالك بما يحدث حاليًا، كنت أنتظر أن يخرج علينا الرئيس مرسي مرة واحدة ويؤكد أنه رئيس لكل المصريين وليس لعشيرته، أو يخرج ويؤكد أنه صاحب القرار، وكنت أتمنى أن يدافع عن نفسه من الاتهامات الكثيرة التى تلاحقه، لكن للأسف كل مرة يخرج علينا يرفض التعليق وكأنه يؤكد أن هذه هي الحقيقة، وكأنه يقول «واضربوا دماغكم فى الحيطة»، وهذا أصابني بالإحباط أكثر، فبعد أن أسقطنا حاكمًا ديكتاتورًا استبدلناه بديكتاتور آخر لكنه ينتمي إلى حزب ديني بدلاً من الحزب الوطني.
■ ما رأيك فى خلط الدين بالسياسة؟
- بالتأكيد شيء يحزننى جدًا، ويجب أن يقتنعوا أن البلد لن تتقدم بهذه الطريقة «مش هتمشي».
■ هل تعتقدين أن الدستور وفشل الحكومة سبب المظاهرات في الشارع؟
- ما يحدث حاليًا من ضرب وفوضى في الشوارع هي «ثورة جياع»، هذه هي الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها، والشباب الغاضب الذي يتعرض للضرب فى الشوارع خرج ليعبر عن معاناته، لأن ثورة الجياع لا تقتصر فقط على «الأكل» بالمعنى الضيق، لكن هناك مشاكل كثيرة أخرى تواجههم مثل البطالة، التعليم، الصحة، الفقر، السكن، وعدم قدرة على الزواج، وغيرها، فلا حول لهم ولا قوة بعد أن تراكمت عليهم المشاكل.
■ لكن البعض يصفهم بالمجرمين والبلطجية؟
- لا يصح أن نتهمهم بذلك أو حتى نصفهم بالمجرمين، لأنهم شباب فقدوا الأمل وتمت معاملتهم بطريقة سيئة، وتعرضوا لإهانات شديدة، ومنهم شباب تحاصر المجاري منازله، كان لديهم أمل فى رئيس جديد يخلصهم من مشاكلهم، لكنهم صدموا بما يحدث، والمجرم الحقيقي هو من جَّوَع الشعب وأفقدهم الأمل في الحياة وجعلهم يسكنون العشوائيات التي تحاصرها المجاري، المجرم هو من ترك قطار الموت يدهس أتوبيس الأبرياء، وليس الشباب.
■ كيف نخرج من النفق المظلم في وجهة نظرك؟
- عن طريق الاستعانة بالكفاءات وأصحاب الخبرة، ولا نتعامل بمنطق أهل الثقة ونفضل الصديق أو العشيرة، مصر بها كفاءات كثيرة وأصحاب إنجازات وخبرات طويلة، ولو تعاملنا بمنطق العشيرة والأهل، فكان من الأولى ألا نعترض على التوريث، لكن من الواضح أن الغرور والكرسي يسبب تغيير الأحوال.
■ بعيدًا عن السياسية لماذا وافقت على بطولة مسلسل «في غمضة عين» رغم اعتذارك من قبل عن تجارب درامية كثيرة؟
- لم أكن مترددة في تقديم عمل تليفزيوني لكنني كنت متأنية، وتلقيت بالفعل خلال السنوات الماضية عددًا من العروض السينمائية والتليفزيونية، إلى أنني كنت أترك اتخاذ القرار فيها للنصيب، لذلك أتعامل مع الأعمال التي عرضت عليّ ولم أقدمها «مش من نصيبى»، أما مسلسل «في غمضة عين»، فقد حدثني عنه المؤلف فداء الشندويلي منذ عامين، ثم توقف المشروع وانتقل إلى شركة انتاج أخرى، وبعد عام تقريبًا تلقيت العرض نفسه من الشركة الجديدة، وكانت فكرة المسلسل قد اكتملت فتحمست لها جدًا، وشعرت بأن الوقت أصبح مناسبًا لأخوض تجربة الدراما، وفي النهاية «اسأل عن النصيب».
■ هل اشترطت تغيير بعض التفاصيل فى العمل؟
- لم أشترط تغيير أىي شيء في السيناريو، وكل التعديلات التي أجريت كانت بسيطة، وتمت بموافقة المخرج والمؤلف وتخص الشخصية التى أجسدها فى المسلسل.
■ ما أصعب المشاهد التى واجهتك خلال التصوير؟
- دوري مليء بالمشاهد المؤثرة والصعبة جدًا، وكنت أشعر قبل التصوير بخوف شديد جدًا، وتكمن الصعوبة في التحضير للمشهد قبل تصويره حتى يصدقه المشاهد، خاصة أن الشخصية مرت بمعاناة كبيرة منذ طفولتها.
■ هل هناك تشابه بين شخصيتك فى المسلسل وشخصيتك الحقيقية؟
- في الحقيقة، الشخصيتان مختلفتان تمامًا، لكن يوجد تشابه بسيط بينهما فى «حب الحياة» وعدم فقدان الأمل، خاصة عندما «تَقَع» ثم تعود لتقف على قدميها وتواجه تحديات الحياة.
■ لماذا رفضت تقديم أغنيات ضمن أحداث المسلسل؟
- لا توجد مساحة لوجود أي أغنيات ضمن الأحداث، وأعتقد أنني كنت سأرفض لو عرض علىَّ ذلك بشكل شخصي، لأننى ألعب دورًا لممثلة وليس لمطربة، ولن أقحم الغناء على المسلسل.
■ لكنك غنيت التتر؟
- هذه نقطة مختلفة، لكنني لم أكن لأعترض لو كانوا طلبوا من مطرب أو مطربة أخرى تقديم التتر بدلًا عني، أو اكتفوا بالموسيقى فقط في التتر، وأنا شخصيًا لم أطلب غناء التتر، وفي الوقت نفسه لم أرفض، خاصة أنني أغنى للشخصية الرئيسية في المسلسل، ودائمًا ما يحكي تتر البداية للمسلسلات عن الحدوتة الرئيسية للعمل، وبصراحة شديدة الشاعر جمال بخيت كتب التتر بحرفية شديدة ولحنها خالد عز باقتدار، وفي النهاية أتمنى أن تنول اعجاب الجمهور.
■ هل اعتمدت على نفسك أم استعنت بمتخصصين لتلصلي إلى الشكل الذي تظهرين به خلال أحداث المسلسل؟
- بالفعل استعنت بالستايلست مروة عبدالسميع، فهي متميزة وساعدتني كثيرًا في تقديم المراحل العمرية للشخصية التي أجسدها، والمعاناة التى عاشتها الشخصية، خاصة أنني ارتديت ملابس سوداء لفترة طويلة خلال أحداث المسلسل، قبل أن أغير ستايل الملابس والمكياج مع تحسن حالتها ووضعها.
■ هل كان التصوير لفترات طويلة هو السبب الرئيسي في الإجهاد الذي تعرضت له مؤخرًا؟
- بل كان البرد القارس، حيث كنت أرتدي ملابس صيفية في عز موجة البرد التي تعرضت لها مصر مؤخرًا، لدرجة أنني أصبت بنزلة برد شديدة، وتحاملت على نفسي وأكملت، رغم أن التصوير كان معظمه خارج البلاتوه.
■ هل توقف تصوير المسلسل لفترة أثر على أدائك؟
- بصراحة، كنت خائفة جداً من ذلك، لكنني دخلت في «الموود» بسرعة، وطلبت من المخرج مشاهدة عددًا كبيرًا من مشاهدي قبل استئناف التصوير، وبالفعل ساعدنا هذا كثيرًا على استكمال التصوير بنفس المستوى.
■ كيف شاهدت نفسك كممثلة تليفزيونية للمرة الأولى وكيف قيمت أداءك وهل انتقدت نفسك أم شعرت بالرضا؟
- بالتأكيد انتقدت نفسي، وكان من الممكن أن أقدم أداء أفضل من ذلك في بعض المشاهد.
■ هل استعنت بحراسة خاصة بسبب تصوير المسلسل في ظل انفلات أمني؟
- رغم ابتعاد أماكن التصوير، إلا أنني لم ألجأ للحراسات الخاصة، وأكثر شيء فعلته عندما كنت أتأخر كنت ألجأ إلى شقيقي ليرافقني في العودة إلى منزلي، كما أن فريق العمل كان مهتمًا بي، لذلك لم أشعر بأي مخاطر، وأحب أن أتقدم بالشكر لفريق عمل المسلسل وعلى رأسهم أحمد حلاوة، فتوح أحمد، ورجاء الجداوي، فهم نجوم كبار استفدت من خبرتهم كثيرًا، وخرجت من المسلسل بصداقات معهم، هذا بخلاف المواهب الجديدة مثل إسلام حافظ الذي أتنبأ له بمستقبل كبير.
■ وبعد انتهاء المسلسل هل حددت موعدًا لطرح ألبومك الجديد؟
- لا أفكر فى تقديم ألبوم كامل حاليًا، وقررت طرح ميني ألبوم أو أغنيات سنجل، أما الألبوم بشكله المعتاد الذي يحتوى على أغنيات كثيرة فـ«راحت عليه»، وسأقوم بطرح أغنية جديدة سنجل فى عيد الحب من كلمات رياض عزيز وألحان ماجد المهندس.
■ لماذا رفضت المشاركة فى برامج اكتشاف المواهب الغنائية؟
- بصراحة شديدة العرض كان هزيلًا ولم يكن جديًا، لذلك لم أمنح الموضوع اهتمامًا، لكن لو برنامج على مستوى مثل «ذا فويس» أو «عرب أيدل » فسيكون الوضع مختلفًا.
■ أفهم من كلامك أنك لا ترفضين هذه النوعية من البرامج؟
- سبق أن قدمت تجربة لكنها لم تحظ باهتمام المصريين، لأنها كانت خاصة بالخليج، حيث شاركت فى لجنه تحكيم برنامج «نجم الخليج»، وحقق هذا البرنامج نجاحًا كبيرًا على مستوى دول الخليج.
■ هل تقدم هذه البرامج بالفعل مواهب حقيقية للساحة الفنية؟
- بالفعل، وأنا بشكل شخصي معجبة جدًا بـ«كارمن سليمان» وأتوقع لها مستقبلًا باهرًا، ويسرا محنوش من برنامج «ذا فويس» التى تملك مقومات صوتية قوية وطريقة آداء ووقوف على المسرح، وأيضاً شريف إسماعيل فى برنامج «صوت الحياة»، لكن المستقبل بإيد ربنا، ولابد أن يجتهدوا ويبذلوا قصارى جهدهم لاستثمار نجاحهم فى البرنامج بشكل عملي.