وداعا.. شيخ العلماء المصريين

الثلاثاء 27-12-2011 08:00

أستاذنا الجليل- المغفور له بإذن الله- الدكتور محمود حافظ.. وهذا قبس من حياته أقدمه للذين لا يعرفونه عن قرب، فقد ولد أستاذنا فى العاشر من شهر يناير 1912 من أب كان يعمل بالمحاماة، وحفظ أجزاء كثيرة من القرآن، مما كان له أكبر الأثر فى إجادته التامة للغة العربية.. وبعد حصوله على شهادة التوجيهية التحق بكلية الطب بجامعة فؤاد الأول، حيث استمر بها ثلاثة أشهر فقط حول بعدها إلى كلية العلوم

وهناك التقى الدكتور على مصطفى مشرفة، أحد مشاهير علماء مصر فى ذلك الوقت حيث رحب به، كان أستاذنا طالباً مجتهداً، وبعد أن تخرج فى كلية العلوم عام 1935 وتم تعيينه معيداً فى قسم علم الحيوان، مجال علم الحشرات، هناك التقى الدكتور حسن أفلاطون الذى كان يعتبر حجة فى ذلك التخصص. فى عام 1937 اتجه أستاذنا إلى إنجلترا لجمع مادة علمية لكتابة رسالة الماجستير، التى حصل عليها عام 1938، ثم بعد عامين يحصل على درجة الدكتوراه فى علم الحشرات ويعين مدرساً، وفى عام 1946 يغادر إلى جامعة كمبريدج بإنجلترا، يستمر هناك لمدة عامين.

ثم اختتمها برحلة إلى الولايات المتحدة لمدة 6 شهور عاد بعدها إلى القاهرة فى أواخر 1948 ليرقى إلى درجة الأستاذ المساعد ليحصل فى عام 1953 على درجة أستاذ كرسى علم فسيولوجيا الحشرات ليكون أول مصرى يحصل على هذه الدرجة فى تاريخ التعليم المصرى الجامعى، وفى نفس العام يعين رئيساً لقسم علم الحشرات حتى العام 1966، ثم ينتقل أستاذنا للعمل الإدارى بالدولة للاستفادة من خبراته الواسعة، حيث يتم اختياره وكيلاً للمجلس الأعلى للبحث العلمى ثم وكيلاً لوزارة البحث العلمى حتى عام 1968، ليعود بعدها إلى بيته الأول أستاذاً ورئيساً لقسم علم الحشرات بكلية العلوم، مواصلاً مسيرة الإنجاز والتفوق، وحتى آخر يوم فى حياته كان عطاؤه ونصائحه خير معين للكثير من أبنائه وتلاميذه فى كل الأماكن والاتجاهات، لقد كان أستاذنا ظاهرة فريدة يندر تكرارها.

- أستاذ بعلوم القاهرة

profhamedead@gmail.com