غياب المنطق

الإثنين 26-12-2011 08:00

نعيش هذه الأيام واقعاً صعباً نحاول أن نجد فيه الحقيقة بين الحدث ونقيضه، فترى على الشاشة بعض الفيديوهات لجنود يسحلون ويضربون مواطنين، ثم ترى مواطنين يقذفون الجنود بالحجارة ويحرقون المبانى، ولا ندرى من أطلق الشرارة الأولى، ولكن النتيجة واحدة صورة عنيفة مخزية لما آلت إليه الأمور.. ننتقل إلى مشهد آخر فنجد عمال موبكو ينادون بفتح المصنع الذى تسبب غلقه فى تشريد آلاف الأسر، ثم نرى ساكنى دمياط يصرخون ويستصرخون من الأمراض القاتلة التى أهلكتهم نتيجة وجود هذا المصنع، ولا تدرى مع من تتعاطف، ولكن النتيجة واحدة سوء تخطيط أدى إلى دمار اقتصادى.. تتطلع آمالك لنتيجة الانتخابات فإذا بك تصطدم ببيان رئيس اللجنة العليا للانتخابات فهو يؤكد لنا أنه بالرغم من اختفاء بعض الصناديق، وتجاوز الصمت الانتخابى، واستخدام الشعارات الدينية، إلا أن ذلك لم يؤثر على نزاهة الانتخابات!!

والنتيجة واحدة سوء التعامل مع التجاوزات الانتخابية التى هى خروج صارخ على القانون، أدى إلى أغلبية برلمانية لأحزاب الإسلام السياسى.. ننتقل لمشهد آخر فنرى المتحدث باسم السلفية يتهم الديمقراطية بالكفر، لأنها على حد قوله كلمة غربية تعنى من يحلل حراماً ويحرم حلالا، فاسترجع ما اعتاد السلفيون قوله فى السابق بعدم الخروج على الحاكم، وإن كان ظالما، ثم تجد مرشحا سلفيا يدعو الناس لنصرة الإسلام بانتخابه، ويكتفى بالتزام الصمت عندما يحصل منافسه على أغلبية الأصوات، فيأتى فى نفس المشهد الدكتور المستنير أحمد الطيب ليخفف الأزهر من وطأة الذعر الذى تلقيه فى قلوبنا فتاوى السلفيين، والتى تتلون بلون المشهد لخدمة أغراضهم الدنيوية!! أما المرأة وبصفتى امرأة.. فأتألم كل الألم عندما توصف المرأة من قبل الأحزاب الدينية بالمفسدة والعورة والفتنة وكأنها جسد يجب حجبه، وصوت يجب إسكاته، وفكر يجب تهميشه.. أوجه رسالة لكل مصرى يتطلع للمستقبل: أن الحكومات الذكية تجد آليات إيجابية يتفاعل من خلالها كل أطياف الشعب بالشمول، وليس الإقصاء بالتشجيع وليس الترهيب بالتحاور، وليس الهجوم.. لكن هل يتحقق ذلك فى غياب المنطق؟

خبير تنمية الموارد البشرية وتطوير المؤسسات - أدنبرة- إنجلترا