ما فعله مؤخراً بعض رجال الأمن ضد بعض نساء مصر «علناً» فى الشوارع، من سحل وضرب وتعرية، تصرف أحمق غريب لم يحدث فى مصر منذ عقود!.. تصرف انعكس سلباً على صورتنا فى الخارج!..
نعم كان هناك انتهاك وتعذيب لنساء منذ قيام ثورة 1952 ولكن داخل السجون والمعتقلات وليس هكذا فى الشوارع، وفى عصر يسهل فيه نقل ما يحدث صوتاً وصورة إلى كل مكان!.. لقد وضح لنا تماماً خلال العام الحالى مدى عظمة نساء مصر، أياً كانت أعمارهن ومستوى ثقافتهن.. مع بداية العام كانت دعوة بعضهن للمواطنين للتظاهر فى 25 يناير وشاركن بوضوح منذ اليوم الأول للثورة، ثم فى كل المظاهرات والاعتصامات والمليونيات التالية.. حتى فى الانتخابات البرلمانية الحالية كان حضورهن واضحاً، وبأعداد تفوق أعداد الرجال فى بعض اللجان!..
ولعل «المظاهرة النسائية» الأخيرة، احتجاجاً على ما حدث لبعضهن هى الأولى فى تاريخنا الحديث.. مظاهرة خرجت تندد وتهاجم المسؤولين بلا خوف.. والغريب أن ترتفع الآن بعض الأصوات منادية بإعادة المرأة إلى القرون الأولى بعبارات تتمسح بالدين، والدين منها براء!.. لقد كتبت عن النساء كثيراً، ويمكن الرجوع لما كتبته هنا فى 20 يوليو 2009 وما بعده لندرك مدى عظمتهن!