دائماً ما نسمع عن أن الوطن أغلى شىء فى القلب والوجدان، وهو الباقى والناس زائلون.. ما أسهل هذا الكلام، ولكننا نجد كثيرين فى وقت الجد يتغير كلامهم تماماً!! أقصد بالكلام هنا الدعاية الانتخابية، التى تعدت حد الدعوة لانتخاب شخص ما فى البرلمان، ولكنها تشعل النار فى الوطن كله.. هى ظاهرة جديدة هذه الأيام، فترى أحداً يتهم المنافس له بأنه مرشح الكنيسة فى الانتخابات، ومن ينتخبه فهو ضد الإسلام!! بغض النظر عن كون المرشح مسيحياً أو مسلما- وغالبا ما يكون مسلما- ويلعب على وتر الاستقطاب الدينى، ليكسب الجولة الانتخابية، وهو بهذا الفعل المسىء له أولا، إنسان أنانى، يبحث عن مصلحته الشخصية، بغض النظر عن مصلحة الوطن.. فهو يأجج الفتنة الطائفية ويجعل المجتمع ينشق على نفسه، فيتأثر البسطاء بكلامه، لأنه يقنعهم بأنه بذلك ينصر الإسلام، وبالتالى يكسب المقعد البرلمانى الذى يقصده، لكن على جثث ضحاياه، الذين سوف يدخلون أتون الفتنة.. بماذا نوصف من يبيع الوطن ويحرقه من أجل مقعد؟!
gibosamy@hotmail.com