الخاسر الأكبر

الأحد 18-12-2011 08:00

فرح الشعب المصرى بوأد فكرة توريث منصب رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 25 يناير، لكن للأسف فكرة التوريث مستشرية فى ثقافة الشعب المصرى! فى القضاء حيث يريد القاضى المخضرم أن يحجز مكاناً لذريته فى سلك النيابة والقضاء، حتى لو لم يكن لتلك الذرية الكفاءة التى تؤهلها لذلك! والطبيب الذى يريد أن يسلك أولاده نفس المجال، حتى لو أدى ذلك إلى أذية الخلق.. إلخ! بالإضافة إلى أن ثقافة التوريث تطفو على الفكر العام المصرى أحياناً الإفراط فى التوافقية! إن سائق الميكروباص الذى يسوق بطريقة هوجاء، أو الذى تخرج سيارته عادماً أسود يؤذى صحة الناس.. أو البائع المتجول الذى يفترش الأرصفة ويعوق السير.. نعم لكل من هؤلاء أسرة يعولها.. ويظن الكثيرون أنه يجب أن يسمح لهؤلاء بالمضى قدماً فى مثل هذه التصرفات بحجة أنهم يعولون أسراً وليس لديهم فرص عمل أخرى! وأحياناً كثيرة تفتقد الحكومة الجرأة فى التعامل مع مثل هذه الحالات أمام هذا الفكر العام، وأمام عدم قدرتها على خلق فرص عمل بديلة! هم آخر: بعد الثورة هناك جهات وطوائف وأشخاص كثيرون يمارسون تصرفات سلبية عديدة بعيدة عن أهداف الثورة!

من هو الخاسر فى ظل هذه الأوضاع؟ إن الخاسر الأكبر هو الأجيال القادمة التى لن تجد مجتمعاً محترماً تعيش فيه، ولا أسساً راسخة لقيام دولة حديثة متوازنة! إن تقدم الشعوب يحدث بأن تتبنى نظماً منطقية فى كل شىء، وليس من مبادئ أى من هذه النظم توريث المهن للذرية ولا التوافقية المفرطة، ولا الألاعيب الفجة!

car00sel@yahoo.com