"العظام المقدسة" تثير الجدل في حفل توقيعها بدار «ميريت»

كتب: أحمد الهواري الجمعة 19-03-2010 17:25

أثارت راوية «العظام المقدسة»، للكاتب الأمريكي «مايكل بايرنز» جدلا كبيرا بين الحضور في حفل توقيع النسخة المترجمة إلي العربية الذي أقيم بمقر دار «ميريت» الناشرة للكتاب، مساء أمس الخميس، حيث اتهم أحد الحضور الرواية بأنها استنساخ غير متقن لروايات «دان براون».

بدأ حفل التوقيع بتقديم من الكاتب «أشرف عبد الشافي»، صاحب رواية "ودع هواك"، الذي أثني علي الراوية مؤكدا أنها عمل ممتع قرأه أكثر من مرة علي الرغم من عدد صفحاته الذي تجاوز الـ480 صفحة.

وأشار إلي الجهد الكبير الذي بذله مترجم الرواية الكاتب الصحفي «إيهاب الزلاقي»، في نقل الأحداث المعقدة بتفاصيلها علي المستويات الأدبية والعلمية والعسكرية وبلغة سلسلة لم تضع أمانة الترجمة حائلا أمام الاستمتاع بالرواية.

وأضاف «عبد الشافي» أن أحد أسباب إعجابه بمجهود المترجم يلخصه عدم تدخل «الزلاقي» في مضمون الرواية التي تدور أحداثها حول صراع بين الأديان الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، إلي جانب المشكلات الإيدلوجية حيث عرض الكاتب الكثير من وجهات النظر الإسرائيلية في الرواية.

وأكد «عبد الشافي» مرة أخرى إعجابه بالرواية التي تميز كاتبها في خلق أحداث وصراعات تدور في أماكن مختلفة، ويديرها شخوص مختلفين كتبت تفاصيلهم بعناية وإتقان.

من جانبه قال الروائي والمترجم «إيهاب عبد الحميد»، الذي ترجم "قصة الجنس عبر التاريخ" أنه كمترجم أخذ في اعتباره أثناء قراءة الرواية البحث عن أخطاء للمترجم، أو محاولته للالتفات عبر جمل معينة، كمحاولة لـ"الاستسهال"، كما يفعل بعض المترجمين، إلا أنه لم يجد غير جهد كبير يعكس براعة الكاتب الذي انتقل بالقارئ من مكان إلي آخر ومن حدث إلي آخر بإيقاع سريع قوي لا يترك فرصة لأن تنحى الرواية جانبا قبل أن الانتهاء من قراءتها.

وأضاف «عبد الحميد» أن هذا النوع من الأدب، المعروف بأدب الـ Bestseller، يعتمد علي جذب القارئ للرواية حتى ينتهي منها لاعتماده علي الإثارة والمغامرة والتشويق، مشيرا إلي أن هذا النوع من الأدب شهد بداياته في الأدب المصري مؤخرا متوقعها له المزيد من الإزهار في الفترة القادمة.

وتحدث «إيهاب الزلاقي» عن "العظام المقدسة" قائلا إن الأيدلوجيات والأفكار التي تحملها كانت تؤرقه قبل البداية في ترجمتها إلا أن حياد الكاتب الشديد في طرح أفكار كل شخصية بغض النظر عن ديانتها شجعه علي المضي في ترجمة العمل بحياد مماثل لحياد الكاتب.
وأشار إلي أن الكاتب في مجمل الرواية حاول أن يظهر الفرق بين الدين كإيمان لدي البشر وبين من يستغلون الأديان لتحقيق مصالح سياسية.

ومع فتح باب النقاش تحدث أحد الحضور مثنيا علي أسلوب المترجم ولغته اللذان لم يشعر معهما بأن النص مترجم، منتقدا علي الجانب الآخر الكاتب الذي رأي أن راويته تأتي استنساخا لأعمال «دان براون» وإن كانت تقل عنها في براعة الوصف التفصيلي للأماكن وعمق الشخصيات وإيقاع الكتابة. كما أن أحداثها تدور جول إطار ديني مثلما جاءت أغلب كتابات «براون». كما أنها تعرضت لبعض الأديان في صلب عقائدها.

يجيب «الزلاقي» قائلا أنه يتفق مع القاريء بأن طبيعة الصراع قريبة إلي حد كبير مع ما يكتبه «براون» ولكن هذا النوع من أدب الـ Bestseller يأتي في أغلبه مثل أفلام المغامرة الأمريكية التي قد تتشابه في أغلبها من حيث وجود عقدة وصراع وأشرار وبطل يقضي علي كل هذا ولكن يبقي في النهاية لكل فيلم حبكته الخاصة وأسلوبه الذي يتميز به عن غيره. مؤكدا في الوقت نفسه أن الكاتب لم يتعرض للأديان بالعكس فقد إنتصر الكاتب في النهاية لفكرة الإيمان بغض النظر عن الدين فاصلا بين الدين ومن يستغلون الدين لأغراض سياسية.

مع انتهاء المناقشة توجه الحضور إلي الحصول علي توقيع المترجم علي نسخهم من الرواية.