إسرائيل.. رغم سيرتها ومسيرتها الحبلى بمذابح وجرائم لا تعد ولا تحصى ولا تنسى ولا تمحى ولا تغتفر.. ومع ذلك فقد أقسمت ألا تعتذر.. وكأن لها براءة فى الزبر!.. إلا أنها اليوم وبعد قيام الشعب المصرى بخلع كفيلها، وإنهاء خدمة عميلها، ووكالة وكيلها، وأمام الإرادة والريادة والسيادة المصرية نراها تتقهقر وتبدى الندم والأسف وتعتذر! عن تداعيات جريمتها النكراء التى اقترفتها فى صبيحة الثامن عشر من أغسطس المنصرم على أرض سيناء، بنيران إحدى طائرات الأباتشى التى حصدت بها أرواح ستة من الشهداء.
والآن من أجل تحصين وتأمين القوات والمعدات، هل آن الأوان لإعادة تعديل وتدعيم وتسليح القوات بالرادارات، وبالأسلحة المضادة للطائرات، مع إعادة ترتيب أوراق معاهدة «كامب ديفيد»، وتحريك وتفعيل الورقة القاضية بمراجعة وتقويم وتقييم بنود الاتفاقية كل خمس سنوات، لمواكبة ومواءمة ما تجود به الأيام من تطورات ومستجدات وتجاوزات وانتهاكات!..
إذا كانت إسرائيل - وللمرة الأولى فى تاريخها - قد اعتذرت اليوم! فقد اعتذرت مصر فى 5/10/1985، وذلك بعد قيام الشاويش الثائر البطل «سليمان خاطر» باغتيال سبعة من اليهود، حاولوا اختراق وانتهاك حرمة الحدود، ودفعت مصر ضريبة الاعتذار بتعويضات قوامها «سبعة ملايين» من الشيكلات! ومع ذلك تمت محاكمة البطل الثائر سليمان خاطر، ووضعته المحكمة خلف الأسوار، إلى أن لبى نداء ربه فى 7/1/1986! ومع أن مثله يعز ويستعصى عليه الانهيار والانتحار، إلا أنهم «سامحهم الله» أدانوه بالانتحار! ومازالت سماء رحيله ملبدة بطائفة من الأسرار، وبالكثير من علامات الاستفهام والاستنكار والاستنفار!
وأخيراً هل ستدفع إسرائيل ضريبة الاعتذار؟ وتحت أى معيار سيتم رد الاعتبار لهؤلاء الشهداء الأبرار؟ خاصة أننا فى زمن تعددت وتباينت فيه المعايير.. فمعيار المواطن الأمريكى 10 ملايين دولار بمقياس بورصة لوكيربى.. ومعيار المواطن اليهودى مليون شيكل بمقياس بورصة المخلوع حسنى!