الحوار.. الحوار

الجمعة 09-12-2011 08:00

يذكرنى مشهدا ميدانى التحرير والعباسية بقول أمير الشعراء أحمد شوقى: إلام الخلف بينكمو إلاما.. وهذه الضجة الكبرى علاما/ وفيم يكيد بعضكم لبعض.. وتبدون العداوة والخصاما/ شهيد الحق قم تر يتيماً.. بأرض ضيعت فيها اليتامى.. هل من المعقول أن تحدث هذه الخلافات بعد قيام ثورة 25 يناير العظيمة، التى توحدت تحتها جميع الأطياف المصرية تحت راية واحدة، وشعارات واحدة، على رأسها رحيل النظام، وجدنا تجمع العباسية يطالب بعكس ما يطالب به ثوار التحرير، وترديدهم شعارات مناهضة لهتافاتهم فى ظرف فى منتهى الخطورة، وفى أشد الحاجة إلى الوحدة والحوار!.. وهل من المعقول أن تمتد الخلافات إلى ساحات المساجد؟..

فها هو خطيب الجمعة بالعباسية يدعو إلى الوقوف إلى جوار المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى حين يطالب إمام مسجد عمر مكرم بضرورة تشكيل مجلس رئاسى مدنى وحكومة إنقاذ!.. هل يمكن أن يمتد الخلاف حول صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة فى مسجد النور فيرفض البعض وينصرف؟.. حتى الإعلام سواء المقروء أو المرئى بدأت تتسرب إليه روح ما قبل ثورة 25 يناير!. وقد بدا ذلك واضحاً فى تغطية أحداث الجُمَع ما بين «التحرير» و«العباسية» مبالغين ومقللين فى الأعداد هنا وهناك والتركيز وإبراز لقطات ومشاهد معينة هدفها الإثارة والتضليل!.. إنهم يضعون السم فى العسل!..

 وها هى الاتهامات المتبادلة بين «التحرير» و«العباسية».. هم يتهمون ثوار التحرير بالعمالة لأمريكا وتلقى الأموال والتدريبات، وهم يردون عليهم بأنه تم تجنيدهم من فلول الحزب الوطنى فهى التى تخطط لهم وتمدهم بالمال!.. إن بلادنا تمر بمرحلة تاريخية فارقة، وفى أشد الحاجة إلى التوحد والحوار، فليكن خلافنا إيجابياً نحو المصالحة والمصارحة، حتى تعبر مصرنا الحبيبة هذه المرحلة الحرجة وحتى يمكننا اللحاق بالدول التى كنا نسبقها!.. إذا لم نتوحد ونتفق فسيكون عليه العوض.