نشرت «المصرى اليوم» تحقيقا خطيرا بالوثائق فى صفحتين يوم 15-11-2011 حول أخطر اتفاقية فى تاريخ قطاع البترول! وهى الاتفاقية الخاصة باستثمار حقول الغاز الطبيعى شمال شرق الإسكندرية (شاطئ إدكو).. هذه الاتفاقية المشبوهة وافق عليها مجلس الشعب فى يوليو 2010 بين الهيئة العامة للبترول وشركة بريتش بتروليم(B.P).. وقد أثبت التحقيق أن مصر تتكبد خسائر فادحة إذا تم هذا المشروع، منها:
تنازل مصر عن كامل حصتها من الغاز لشركةB.P.. التزام مصر بشراء الغاز من الشركة الأجنبية.. تقدم مصر خطاب ضمان كل 3 شهور للشركة.. تسدد مصر الضرائب نيابة عن الشركة.. خسائر مصر من هذه الصفقة نحو 13 مليار دولار دون مبرر قانونى!!.. أرباح الشركة الأجنبية 25 ملياراً!!
إذا كانت هذه الشروط المجحفة، وهذا الإذعان المشبوه قد قدمته مصر طواعية فى عهد الفساد السابق، فهل من اللائق أن يستمر هذا الوضع بعد ثورة يناير 2011؟ المثير أن التحقيق الصحفى أورد صورة للموقع المقترح على ساحل البحر المتوسط بإدكو، وهذه المساحة 250 فدانا مخصصة أساساً للتنمية السياحية، ومواجهة تماماً للكتلة السكنية، وحتى لا تتكرر مأساة «أجريوم» بدمياط، قام أهالى إدكو بالاعتراض بجميع الطرق القانونية لدى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ومحافظة البحيرة ووزارة البترول، بل إن الموقف تطور إلى قطع المرور من الطريق الدولى الساحلى كى يسمع المسؤولون صوت الاعتراض!! ومع كل ذلك تصر شركةB.P على هذا الموقع، رغم وجود بدائل بعيدة عن الكتلة السكنية.. لذلك نأمل عرض الاتفاقية من جديد على مجلس الشعب المنتخب لتعديلها بما يحقق المصلحة العامة أو إلغائها لصالح الأجيال القادمة.