المصريون جميعاً سواء، حينما يغضبون وحينما ينفعلون!! انظر إلى كبير القضاة، وكبير المحامين، وكبير الأطباء، وكبير الصيادلة، وكبير المدرسين، وكبير الشرطة.. انظر إلى أى «كبير» فى أى مكان، سوف تجده يغضب وينفعل ويتحدث بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة!!
ولو عاش سليمان الحكيم بيننا لما استطاع بحكمته ورؤيته الثاقبة تهدئتنا، وإرشادنا إلى الطريق السليم!
أنا أُكاد أجن! كيف يستطيع بلد فقير مزدحم لا يعمل ولا ينتج أن يحل مائة مشكلة فى وقت واحد، وكلها تحتاج إلى المليارات.. لم يعد باقياً سوى أن يتظاهر تجار المخدرات مطالبين بعدم ملاحقتهم!!
لقد كنا ونحن أطفال نطلب من أهالينا ملابس ونقوداً وكتباً ولعباً، معتقدين أنهم يملكون دائماً، ويقدرون على كل شىء، ولم يكن ذلك صحيحاً!!
أصبحنا جميعاً نتظاهر ونطالب ولا نفكر ولا ننتظر، مع أننا انتظرنا عقوداً طويلة.. كنت أستمع فى الماضى إلى صوت «ونستون تشرشل» بإذاعة لندن فى تسجيل نادر، وهو يخاطب الشعب البريطانى عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية بينما لندن تضرب يومياً بمئات الأطنان من القنابل بصوت هادئ رزين قائلاً لهم: ليس أمامنا سوى الدم والدموع، ومع ذلك فإننى أعدكم بالنصر!
نحن نحتاج فقط إلى ستة شهور نمتنع فيها تماماً عن الحديث والمظاهرات والاحتجاجات ونتجه إلى العمل والعمل وحده، هل هذا كثير؟!
- مدير عام سابق - الإسكندرية