لا أنسى أبداً مشاعر الود والمحبة التى تسود كل بيت عند مرض أحد أفرادها، وتجمعات الأهل والأقارب والجيران، والدموع والدعوات التى تنهال، مظهرة أجمل إحساس بالمشاركة والتعاطف، وقد يكون هذا الإحساس حقيقياً!!.. ولكن هب أن المريض تدهورت حالته، واحتاج إلى رعاية مكثفة ومنظمة من قبل هؤلاء المقربين فنجد كل واحد منهم سوف يبدى عذراً لعدم مشاركته فى هذه العناية!! وتخلو الدار على مريض برفيق واحد من معدن أصيل، آثر البقاء معه، وينصرف الباقى بلا عمل مؤثر وبنّاء لهذا المريض!!
يا ليتنا لا نتعامل مع مصر بهذا المنطق.. نتجمع فى التحرير، ونترك أعمالنا، ونهتف ونعتصم، ونغنى لاتحادنا واجتماعنا على الصياح والهتاف ورفرفة الأعلام!! ولا نعى كيف نحب هذا البلد بطريقة فعالة.. هذا البلد الذى تدهورت حالته الاقتصادية، وأصيب بوهن فى العمل والإنتاج، وخسر الكثير لأننا نهتف فقط فى الميدان!! هل من حكيم يدعو أصحاب الحناجر الهاتفة للأخذ بيد مصر، لنخرج من هذه الفترة العصيبة ونعود إلى أعمالنا بهمة لعمل متقن وإنتاج أكثر، ولا نكون كالذى نظم زفة اليوم ولا عمل للغد!!
صيدلانية