الطغيان.. والغباء

الأربعاء 02-11-2011 08:00

هناك علاقة أكيدة بين الطغيان والغباء! بل ربما كانت علاقة طردية، أى أنه كلما زاد الغباء زاد الطغيان! والأمثلة فى التاريخ كثيرة ومتكررة، فالطاغية لا يتعلم أبداً من مصائر أسلافه ومعاصريه من الطغاة! لقد هاجم نابليون بونابرت، إمبراطور فرنسا، عام 1812 روسيا، وكانت بينهما معاهدة صداقة وعدم اعتداء، واكتسح روسيا حتى أبواب العاصمة موسكو، ثم بدأ الهجوم المضاد، وهلك الجيش الفرنسى فى جليد روسيا وزمهريره!.. وجاء أدولف هتلر، زعيم الرايخ الألمانى، وارتكب نفس الخطأ، وهاجم روسيا عام 1942، وحدث معه بالضبط ما حدث مع نابليون، وذابت قواته فى وحل شتاء روسيا، وكان هتلر يعلم تماماً ما حدث مع نابليون من قبل، لكنه الغباء الملازم للطغيان!.. مصير الطغاة واحد متكرر لكن لا أحد يتعلم.. الشاه فى إيران.. صدام فى العراق.. شاوشيسكو فى رومانيا.. سوهارتو فى إندونيسيا.. بن على فى تونس.. مبارك فى مصر.. وأخيراً القذافى فى ليبيا.. وفى الطريق صالح فى اليمن، وبشار فى سوريا والبقية تأتى!


إن الغباء يجعل كل طاغية يعتقد أنه حالة خاصة لا علاقة لها بالحالات السابقة.. ويستحيل أن يكون الطاغية ذكياً.. قد يكون مناوراً لئيماً خبيثاً كاذباً، لكنه بالقطع أبعد ما يكون عن الذكاء!

 مدير عام سابق - الإسكندرية