آلو..!!

الإثنين 31-10-2011 08:00

فيروز.. إنها أصغر حفيداتى الأربع، تبلغ من العمر عشرة أشهر.. أصيبت مؤخراً بفيروس «روتا فيروس» وهو يسبب قيئاً وإسهالاً مستمراً.. تم نقل الصغيرة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة صباح 22 أكتوبر، وبدأ العلاج بالمضادات الحيوية ومحلول معالجة الجفاف..

وظهرت مشكلة انسداد أوردتها وشرايينها بعد فترة وجيزة سواء بذراعيها أو ساقيها وحتى بالرقبة!.. وبقدوم 24 أكتوبر بدأت الوقفة الاحتجاجية للعاملين بالداخلية.. وفجأة تركت الممرضات العمل تضامناً مع المتظاهرين!.. ودخلت حفيدتى فى نوبة جفاف حادة، فكان لابد من إجراء جراحة لعمل فتحة بالرقبة لإدخال المحاليل للدم من خلالها..

 ولكن غياب التمريض أقلق الأطباء ودفعنا لسرعة مغادرة المستشفى لآخر «قطاع خاص» لإنقاذ الصغيرة.. وعجبت كيف هان على الممرضات «ملائكة الرحمة» ترك المرضى هكذا؟!.. وتذكرت من قصيدة «ملائكة الرحمة» للشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان الذى توفى عام 1941 عن عمر يناهز 36 عاماً قوله: «يُشفى العليلُ عناؤهن وعطفهن ولطفهن.. مر الدواء بفيك حلو من عذوبة نطقهن»..

 ولو امتد به العمر ليشهد تصرف ملائكة الرحمة أخيراً بمستشفى الشرطة بالعجوزة لقال «يشقى العليل بغبائهن وتركهن واجبهن.. فكان الدواء بترك المكان والدعاء عليهن»!