السؤال الحقيقى هو: ألم يأن الأوان بعد لنغير أنفسنا وقد دخلنا بالفعل (فى رأيى) وبخطوات معقولة إلى عصر جديد علينا؟ هو عصر ديمقراطية الفعل وصنع القرار، الذى حرمت منه الشعوب العربية دهراً، منذ أن تخلصت حثيثاً من الاستعمار ثم باتت فى سباتها المؤبد، ولكن قد هلت بشائر التجديد وقام الراقدون من سباتهم!!
والآن ينبغى إلى جنب الساحة السياسية المحتقنة - التى سوف نتركها بعد حين لساستنا الجدد داعين لهم من قلوبنا أن يلهمهم الله الصواب - أن نتأمل يومياتنا وحياتنا الحقيقية، وأن نعمل التغيير الجذرى فى ثقافة تعاملاتنا، فمصر الآن تحتاج منا الكثير والكثير، لكى تتعافى من صراعها الطويل مع سرطانها الذى كان موشكاً على الفتك بها - وأقصد سرطان السلبية - فلنساعدها فى نقاهتها على النهوض والتعافى فهى محتاجة الآن إلى الحلوة التى تقوم تعجن فى الفجرية بدلاً من أن تطلب الديليفرى!! وإلى الصنايعية والأطباء والمهندسين وضباط الشرطة وغيرهم أن يتوجهوا على باب الله طلباً للرزق بدلاً من الشكوى وقلة الحيلة، والثأرية والبكاء على اللبن المسكوب، وكما اجتهد إخواننا أبناء اللجان الشعبية فى تحقيق السيولة الأمنية،
فليركزوا غداً فى تحقيق السيولة المرورية.. ولندعم سوياً كل أشكال التكافل الاجتماعى، بدلاً من أن نخشى نهب صدقاتنا أو ذهابها مذاهب أخرى ولنقاوم ألوان الاستغلال فى شتى مجالاته التى أبدعها المصرى الصميم.. فلننظر للأمام - للأمام فقط - ولينل فجر مصر زمنه بعزم واجتهاد لكى يأتى صباحها بكل تقدم، وندعو الله لها فى قيام ليلنا، وفى كل حين، أن يجعل صباحها صباح خير يا أسطى عطية!