أيها الطغاة.. شكراً

الجمعة 28-10-2011 08:00

شكراً لكم أيها الطغاة، لأنكم حجبتم ضوء الشمس عن أعيننا، لكنكم لم تحجبوا قلوبنا عن شعاع الحرية، فالتمسناه من خلال الفتحات الضيقة لأبواب معتقلاتكم التى سجنتمونا بداخلها!.. شكراً لكم لأنكم قيدتمونا بقيود الذل والاستعباد..

 فعشقنا الحرية.. فنهضنا نكسر القيد، فانطلقت أقدامنا تجرى إلى الحرية، غير مبالية برصاصكم الذى انطلق نحو صدورنا وعيوننا!..

 لقد أسلتم دماءنا فأنبتت فى أرضنا شباباً وصفتموه بأنه شباب الـ«فيس بوك» والهامبورجر والكنتاكى والوجبات السريعة، لكنه خيب آمالكم فانطلق نحو الحرية معلناً تحطيم أصنامكم التى تضرنا!..

 لا ندرى! أيها الحكام كيف نعبر عن شعورنا الذى يمتلئ بالحسرة والألم، لأنكم سلبتم بلادنا العزة والكرامة، وسرقتم ممتلكاتنا ومواردنا؟!

أيها الحكام، قد نعجز عن شكركم لأنكم رسمتم خرائط بلادنا على ألسنتنا وصفحات قلوبنا نحن وأطفالنا!.. فمن من العرب لا يعرف الآن قاهرة المعز والسويس قلعة التحدى؟!.. من منا لا يعرف سبها وسرت والبريقة وبنغازى والزاوية..

 من منا ذاكرته لا تحفظ أبين وحمص وحماة ودرعا.. من منا لا يتذكر تونس الخضراء، وشاعرها الذى قال: «إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر»؟! لقد انطبعت خرائط بلادنا داخل قلوبنا وقلوب أطفالنا..

 لقد رسمتم أيها الظالمون فوق مدننا العربية لون السواد.. ففى كل مدينة كان الضحايا، وكان النحيب،

وكان الرثاء، لفقدان أب أو أخ أو ابن، خرج يرسم المستقبل للأجيال القادمة!.. أيها الطغاة.. ماذا نقول لكم بعد أن حولتم الأوطان بظلمكم إلى أطلال تسكنها أشباح، كانوا بشراً فى يوم من

الأيام؟! لكن سوف نعدكم بألا نتخذ النسيان كهفاً نلجأ إليه، لكى ننسى فيه أيامكم السوداء.. بل سنجعله قبراً لكل ظالم تسول له نفسه قتل شعبه!

 وكيل إعدادى - مركز كفر الدوار التعليمية

k.aboalmagd@yahoo.com